
بقلم/ سامح المغازي
لم يكن المشهد في الشرقية خلال الأسابيع الماضية عابرًا، بل جسّد حالة من الغضب الشعبي المكتوم تجاه أداء محافظ الشرقية حازم الأشموني، الذي بدا وكأنه يبتعد خطوة تلو الأخرى عن قلوب المواطنين، بدلًا من أن يقترب منهم في لحظات فارقة كانت كفيلة بتغيير صورته تمامًا.
القرار الأكثر إثارة للجدل جاء عندما تجاهل المحافظ مناشدات واسعة من أبناء الشرقية لتأجيل احتفالات العيد القومي بالشرقية، حدادًا على ضحايا انهيار عقار بالزقازيق أودى بحياة ستة مواطنين بينهم أسرة كاملة، أعقبه بعد أيام قليلة انهيار شرفة عقار آخر أسفر عن وفاة الطفل ياسين، ثم كارثة مصرف بلبيس التي خطفت أرواح خمسة شباب في عمر الزهور. مشاهد مأساوية كانت كفيلة بأن تفرض على أي مسؤول مراجعة حساباته، واستثمار هذه اللحظة في كسب تعاطف وإشادة الناس، إلا أن العكس هو ما حدث.
وزاد من مشاعر الغضب الشعبي أن المحافظة لم تُظهر أي مبادرة جادة لدعم الأسر المشردة بعد انهيار العقار السكني، فلم تُصرف إعانات عاجلة لهم، ولم يُوفَّر سكن بديل يضمن لهم حياة كريمة بعد فقدان مأواهم، وهو ما عمّق الإحساس العام بتراجع البعد الإنساني في قرارات المحافظ.
رغم افتتاح عدد من المشروعات خلال احتفالات العيد القومي، فإنها في حقيقة الأمر مشروعات وضعت لبناتها محافظون سابقون، الأمر الذي جعل الشارع الشرقاوي يشعر أن لا إنجازات ملموسة تُحسب للأشموني نفسه.
ومع مرور عام على توليه المسؤولية، ما زال المحافظ لم يدخل قلوب المواطنين، ولم يقدم ما يجعل نظرتهم تجاهه إيجابية.
اليوم تتصاعد الأسئلة داخل الأوساط الشعبية: من يُدير فعليًا دفة المحافظة؟ ومن يقف وراء القرارات التي تزيد من الفجوة بين المحافظ والمواطن؟ وهل هناك من يمنعه من إعادة بناء الثقة مع الشارع الشرقاوي؟
في النهاية، قد لا تكون الأزمات وحدها هي ما يحكم على مسيرة المسؤول، بل كيفية تعامله معها. غير أن ما يراه المواطنون في أزمة الشرقية هو سلسلة من الفرص الضائعة التي تحوّلت إلى وقود لغضب مكتوم.
خدمات ومتابعة إضافية من الدليل نيوز
كن جزءًا من مجتمع الدليل نيوز وتابع أهم المستجدات:
لتبقى على اطلاع دائم بآخر الأخبار الفنية وقضايا المشاهير، انضم إلينا عبر منصاتنا:
لا تفوت آخر الأخبار والمستجدات من “الدليل نيوز” تابع أسعار العملات العالمية: