سلايدرعربي وعالمي

العرض العسكري الصيني الضخم: بوتين وكيم في بكين وذكرى نهاية الحرب | الدليل نيوز

استعراض القوة الضاربة الصينية

شهدت بكين عرضًا عسكريًا صينيًا ضخمًا بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في استعراض مهيب للقوة العسكرية الصينية. لم يكن هذا الحدث مجرد احتفال بذكرى تاريخية، بل كان بمثابة رسالة واضحة للعالم حول القدرات المتنامية للجيش الصيني وتصميمه على حماية مصالحه الاستراتيجية.

تضمن العرض العسكري الصيني مسيرات ضخمة شاركت فيها مختلف صنوف القوات المسلحة، حيث استعرضت وحدات المشاة انضباطها وتدريباتها المكثفة، تبعتها أرتال طويلة من الدبابات الحديثة، والعربات المدرعة المتطورة، وأنظمة الصواريخ المتعددة، بالإضافة إلى الطائرات الحربية التي حلقت في تشكيلات جوية دقيقة فوق سماء بكين. وقد أظهرت هذه الأسلحة والتقنيات العسكرية أحدث ما توصلت إليه الصناعة الدفاعية الصينية، مؤكدة على سعي بكين المستمر لتحديث جيشها ليصبح قوة عالمية رائدة. من اللافت للنظر أن العديد من هذه المعدات كانت تُعرض للمرة الأولى، مما يعكس السرية والتقدم المتسارع في برامج التسليح الصينية.

كما أبرز العرض قدرة الصين على حشد وتنظيم قواتها بأعداد هائلة، وهو ما يُعد عاملًا حاسمًا في العقيدة العسكرية الحديثة. هذا الاستعراض الدقيق والمتقن لم يكن يهدف فقط إلى إظهار القوة الخام، بل أيضًا إلى إبراز الكفاءة التكنولوجية والتدريب المتقدم للجنود الصينيين، الذين ظهروا في أبهى صور الانضباط والجاهزية القتالية. يعكس هذا التطور العسكري رؤية الصين لتأمين مكانتها كقوة عظمى على الساحة العالمية، ومواجهة أي تحديات محتملة لسيادتها ومصالحها الوطنية والإقليمية. ويؤكد هذا العرض العسكري الصيني أن بكين تسير بخطى ثابتة نحو تعزيز مكانتها العسكرية على المستوى الدولي.

حضور دولي رفيع وتعزيز تحالفات الصين

شهد العرض العسكري الصيني حضورًا دوليًا رفيع المستوى، أبرزهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. لم تقتصر المشاركة على هؤلاء القادة، بل شملت أيضًا وفودًا عسكرية ودبلوماسية من دول صديقة وحليفة للصين. مشاركة هذه الشخصيات البارزة، وخاصة من قادة يواجهون تحديات جيوسياسية مع الغرب، تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية والتحالفات المتنامية التي تسعى الصين لتعزيزها.

وقد جلس الزعماء الثلاثة في سيارات مكشوفة أثناء مرور القوات، وهي لفتة بروتوكولية أضفت طابعًا خاصًا على الحدث وأبرزت وحدة صفوفهم أمام الكاميرات العالمية. يُنظر إلى هذا الحضور على أنه رسالة قوية للمجتمع الدولي بأن هناك محورًا جديدًا للقوى يتشكل، قادرًا على تحدي الهيمنة الغربية وإعادة تشكيل النظام العالمي. فبوتين، الذي تفرض عليه عقوبات دولية وتواجه بلاده صراعًا مستمرًا في أوكرانيا، وكيم جونغ أون، الذي تفرض على بلاده عزلة دولية بسبب برامجها النووية، وجدوا في هذا المنبر فرصة لتعزيز موقفهم المشترك مع الصين.

هذه التحالفات ليست مجرد تبادل للمجاملات الدبلوماسية، بل تتجاوز ذلك لتشمل تعاونًا اقتصاديًا وعسكريًا متزايدًا، وتبادلًا للخبرات التكنولوجية، وتنسيقًا للمواقف في المحافل الدولية. تسعى الصين من خلال هذه العلاقات إلى بناء شبكة من الشركاء القادرين على دعم رؤيتها لنظام عالمي متعدد الأقطاب، يقل فيه نفوذ القوى الغربية وتتوزع فيه موازين القوى بشكل أكثر عدالة. هذه السياسة الخارجية النشطة تهدف إلى تعزيز الأمن القومي الصيني وتوسيع نفوذها الاقتصادي والسياسي في مناطق حيوية من العالم، مما يعكس أهمية العرض العسكري الصيني في إبراز هذه التحالفات.

رسائل عسكرية وسياسية عبر العرض الصيني

لم يكن العرض العسكري الصيني مجرد احتفال بذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية، بل حمل في طياته رسائل عسكرية وسياسية واضحة إلى العالم، موجهة لأطراف متعددة، سواء كانت حلفاء أو خصوم.

**من الناحية العسكرية:** أكدت الصين قدرتها على حماية مصالحها وسيادتها، وعرضت التقدم الكبير الذي أحرزته في تطوير أسلحتها وتقنياتها الدفاعية. الأسلحة الاستراتيجية التي تم استعراضها، مثل الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، وجهت رسالة ردع قوية لأي جهة تفكر في تهديد أمن الصين. كما أظهرت الصين قدرتها على خوض حروب حديثة ومعقدة، مدعومة بتكنولوجيا متطورة وقوات مدربة تدريبًا عاليًا. هذا التطور لا يقتصر على الأسلحة التقليدية، بل يمتد ليشمل مجالات الفضاء السيبراني والحرب الإلكترونية، مما يعزز من مكانة الصين كقوة عسكرية لا يستهان بها. الاستثمار الضخم في البحث والتطوير العسكري يؤكد طموح الصين للحفاظ على التفوق التكنولوجي في الساحة العسكرية العالمية. ويُعد العرض العسكري الصيني دليلًا على هذه الإنجازات.

**أما من الناحية السياسية:** فقد أرسلت الصين رسالة بأنها لاعب رئيسي على الساحة الدولية، وأنها مستعدة لتعزيز تحالفاتها لمواجهة التحديات العالمية. الحضور اللافت لبوتين وكيم يعزز من هذه الرسالة، مشيرًا إلى تشكيل كتلة قوية ومؤثرة في النظام العالمي الجديد. هذا التحالف يسعى إلى تحدي النفوذ الأمريكي وحلفائه في مناطق مثل المحيط الهادئ وشرق آسيا، ويسعى إلى فرض رؤيته لنظام عالمي متعدد الأقطاب. رسالة الصين أيضًا تضمنت تأكيدًا على دورها التاريخي في هزيمة قوى العدوان، مما يعزز شرعيتها كقوة عالمية مسؤولة عن حفظ السلام والاستقرار، وفقًا لرؤيتها الخاصة. كما أن توقيت العرض، الذي يتزامن مع ذروة التوترات الجيوسياسية، يؤكد تصميم الصين على عدم التراجع عن مواقفها في القضايا الحساسة مثل تايوان وبحر الصين الجنوبي.

التحليلات الدولية تشير إلى أن هذا العرض العسكري الصيني لم يكن مجرد احتفال، بل كان إعلانًا عن مرحلة جديدة في السياسة الخارجية والدفاعية للصين، تتسم بالثقة المتزايدة والتصميم على لعب دور أكبر في تشكيل مستقبل النظام العالمي.

محتويات المقال وخدمات إضافية

خدمات ومتابعة إضافية:

كن جزءًا من مجتمعنا! انضم إلينا وكن أول من يعلم بآخر المستجدات:

لا تفوت آخر الأخبار والمستجدات من “الدليل نيوز”  تابع أسعار العملات العالمية:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights