حكاية أول أثر وآخر أثر يستقر في المتحف المصرى الكبير

كتب/ د. عبدالرحيم ريحان
اجتمع السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء والسيد شريف فتحي وزير السياحة والآثار.
وصرّح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن السيد الرئيس اطّلع خلال الاجتماع على مجمل التفاصيل التنفيذية واللوجستية والترتيبات الخاصة بمختلف فعاليات افتتاح المتحف المصري الكبير المقرر في الأول من نوفمبر المقبل، بما في ذلك ما تم إنجازه من أعمال ضمن المشروع وكذلك التطوير الجاري في المنطقة المحيطة بالمتحف
وفي هذا السياق شدّد السيد الرئيس على أهمية المتابعة الدقيقة لكافة التفاصيل على أرض الواقع لضمان خروج افتتاح المتحف بالصورة التي تليق بمكانته كصرح ثقافي وأثري عالمي إلى جانب مواصلة العمل على تطوير الصورة البصرية للمنطقة المحيطة به.
وفى ضوء ذلك نؤكد أن دولة بأكملها تقوم على التجهيز لهذا الحدث الفريد في تاريخ مصر من متابعة الحركة عند مدخل الأهرامات الجديد بطريق الفيوم والموقف الحالي لتطوير المنطقة المحيطة بالمتحف المصري الكبير والطريق الدائري وأعمال مشروع تحسين الهوية البصرية والإنارة ورفع كفاءة الأرصفة وتخطيط الشوارع المحيطة بالمتحف وأعمال الرصف وأعمال التشجير والممشى الرابط بين المتحف الكبير والأهرامات وحالة الاستعداد بمطار سفنكس الدوليّ من أعمال التوسعة والتطوير وقد انتهت تمامًا هذه الأمور وباقى رتوش فنية بسيطة
تتضمن الاستعدادات الخطة الخاصة بالاحتفاليات المختلفة المقررة ومنها التنسيق لتصوير الأماكن المحددة التي ستتم الاستفادة بها في الاحتفاليات وتسهيل دخول المشاركين في الاحتفالية ومخاطبة سفاراتنا في الخارج للتواصل مع الدول المستهدفة بالدعوات والمنظمات الدولية المستهدفة مع تحديد نقطة اتصال بكل وزارة أو جهة حكومية، بحيث يتولى التنسيق وتنفيذ المهام المطلوبة من وزارته وتأكيد حضور الشخصيات الهامة من رؤساء الدول والملوك والشخصيات العامة والشهيرة دوليًا
ويتضح من هذا أن هناك دولة بالكامل صاحبة أعظم حضارة فى التاريخ تقوم على إخراج هذه الاحتفالية مما يعنى خروجها بشكل غير مسبوق يشهد به القاصى والدانى
وستكون الاحتفالية بمثابة رسالة سلام إلى كل شعوب العالم من بلد فجر الضمير بأنها ليست آمنة فقط مصداقًا لقول يوسف الصديق “أدخلوا مصر إن شاء الله أمنين” بل رسالة من خلال القوى الناعمة المتمثلة فى الآثار والحضارة المصرية بأن العالم يجب أن يجتمع على أسس البناء لا الهدم والتدمير وأسس الالتقاء والحوار لا التفرقة والتشرذم لأن العالم يبحر فى سفينة واحدة فإذا غرقت أهلكت الجميع
الاحتفالية ستعيد إلى الأذهان احتفالية افتتاح قناة السويس منذ 156 عام الذى تم فى حفل مهيب بمدينة الإسماعيلية يوم 19 نوفمبر عام 1869بحضور عدد كبير من ملوك أوروبا وأمراؤها وعظماؤها وعلماؤها وأدباؤها، وأبرزهم أوجينى إمبراطورة فرنسا، وفرنتز جوزيف إمبراطور النمسا، وفردريك ويلهلم ولى عهد التاج البروسى وقرينته ابنة الملكة فكتوريا
وفي إطار الاستعدادات النهائية لافتتاح المتحف المصري الكبير قررت وزارة السياحة والآثار غلق قاعة الملك توت عنخ آمون بالمتحف المصري بالتحرير اعتبارًا من يوم 20 أكتوبر القادم وذلك لاستكمال أعمال نقل آخر القطع الأثرية الخاصة بالملك الذهبي إلى المتحف المصري الكبير حيث سيتم عرضها لأول مرة مجتمعة في قاعة واحدة مخصصة داخله ومنها أغلى قطعة أثرية في العالم وهى قناع الملك توت عنخ آمون وهو احتفال في حد ذاته كالذى شهدته مصر وقت نقل تمثال رمسيس الثانى إلى المتحف كبداية لتدشين المتحف
وتم نقل تمثال رمسيس الثاني إلى موقعه الدائم في المتحف المصري الكبير في 25 يناير 2018 بعد أن كان معروضًا في ميدان رمسيس منذ عام 1955، وجاءت عملية النقل للحفاظ على التمثال من التلوث البيئي في الميدان الذى اخترق شوارع القاهرة والجيزة وسط اهتمام المواطنين والإعلام وكان انتقاله بمثابة تدشين لبداية العمل في المتحف الذي يعد أكبر متحف متخصص في حضارة واحدة بالعالم.
يعد قناع توت عنخ آمون آخر قطعة هامة تدخل المتحف المصرى الكبير باعتباره رمز ديني وجنائزي يحمي المتوفى ويساعد روحه في الانتقال للحياة الأخرى ويتضمن رموزًا للحماية الإلهية وتوحيد البلاد
يغطي القناع رأس المومياء لحماية الملك في رحلته إلى العالم الآخر وهو ما يعكس الاعتقاد المصري القديم بالحياة بعد وتوجد على القناع تعويذة من كتاب الموتى التي تعكس الحماية الإلهية الكاملة للمتوفى
كن جزءًا من مجتمع الدليل نيوز وتابع أهم المستجدات:
لتبقى على اطلاع دائم بآخر الأخبار الفنية وقضايا المشاهير، انضم إلينا عبر منصاتنا:
لا تفوت آخر الأخبار والمستجدات من “الدليل نيوز” تابع أسعار العملات العالمية: