تصريحات ترامب حول غزة: عرض حماس وشروط نتنياهو والمواقف الدولية | الدليل نيوز

شهدت الساحة الدولية خلال الأيام الماضية تطورات متلاحقة تتعلق بالحرب في غزة، بدأت بتصريحات لافتة من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، تبعتها ردود فعل متباينة من حركة حماس وإسرائيل، وتزامنت مع تصعيد العمليات العسكرية وتدهور الوضع الإنساني، مما دفع بالعديد من الدول والمنظمات الدولية لمطالبة بوقف فوري للحرب.
عرض ترامب ورد حماس وإسرائيل
دعا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حركة حماس إلى تسليم الرهائن الإسرائيليين العشرين المتبقين فوراً، مؤكداً أنه بمجرد تسليمهم، ستتغير الأمور بشكل سريع وستنتهي الحرب. هذا العرض جاء في سياق محاولات الولايات المتحدة للضغط على جميع الأطراف لإنهاء الصراع.
بعد فترة وجيزة، أصدرت حركة حماس بيانًا ردت فيه على عرض ترامب. وقال الوسيط الفلسطيني بشارة بحبح في مقابلة مع “العربية” إن حماس قدمت جواباً عقلانياً ومسؤولاً على عرض ترامب، وأنها مستعدة لإبرام صفقة شاملة في غزة يتم بموجبها إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين ضمن اتفاق ينهي الحرب. وأضاف بحبح أن حماس قدمت كل ما يمكن تقديمه، وبعدما كانت تماطل في السابق، أصبحت الآن أكثر استعداداً للتسوية. كما نقل بحبح وصف المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لرد حماس بالإيجابي، مؤكداً أن ترامب سيضغط على الجميع لإنهاء الحرب، وأن الإسرائيليين مقتنعون بأن نتنياهو لن يقبل بصفقة دون ضغط أمريكي.
جددت حماس تأكيدها على ضرورة أن تتضمن أي صفقة انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع و وقف إطلاق النار، وفتح المعابر، والبدء بعملية الإعمار. كما جددت موافقتها لتشكيل إدارة وطنية مستقلة من التكنوقراط لإدارة شؤون قطاع غزة.
شروط نتنياهو والرفض الإسرائيلي
في المقابل، اعتبرت إسرائيل بيان حركة حماس مناورة دعائية، بحسب بيان صادر عن مكتب نتنياهو. وأوضح البيان أنه يمكن أن تنتهي الحرب فوراً وفقاً لخمسة شروط وضعها الكابينت الإسرائيلي، وهي: إطلاق سراح جميع الرهائن، نزع سلاح حماس، نزع سلاح القطاع، سيطرة أمنية إسرائيلية على غزة، وتشكيل حكومة مدنية بديلة لا تهدد أمن إسرائيل.
أما وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس، فقد رد على بيان حماس بوضع خيارين: إما الموافقة على شروط إسرائيل لإنهاء الحرب، أو أن تصبح غزة مثل رفح وبيت حانون، في إشارة إلى نية إسرائيل لتدمير مدن غزة واحتلالها. ذلك فيما يواصل نتنياهو إصراره على إكمال الحرب، مما دفع المتظاهرين الإسرائيليين للخروج أمام منزله مطالبين بإنهاء الحرب.
الوضع الميداني والإنساني والضغوط الدولية
تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة بوتيرة مكثفة. استهدفت الغارات خيمة تؤوي نازحين في حي تل الهوى غرب مدينة غزة، مما أدى إلى مقتل نحو 580 فلسطينيًا منذ فجر أمس جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع، بينهم 131 طفلاً بسبب انعدام الغذاء. الأزمة الإنسانية غزة هذا يرفع إجمالي وفيات المجاعة إلى 367 شخصًا.
توقعت تل أبيب أن يؤدي هجومها للسيطرة على مدينة غزة إلى نزوح مليون فلسطيني نحو جنوب القطاع. وقد أعلن مسؤول في وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، كوغات، أن قرابة 70 ألف فلسطيني غادروا شمال القطاع، وأن إسرائيل تسعى لتحديد منطقة وصفها بـ “الإنسانية” سيتم الإعلان عنها رسمياً في الأيام المقبلة.
في ظل هذه التطورات الميدانية والإنسانية الكارثية، يتزايد الضغط الدولي على إسرائيل والولايات المتحدة لإنهاء الحرب. قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إن الدعم الكامل الذي تقدمه واشنطن لتل أبيب يحد من قدرة بروكسل على التأثير وتغيير الوضع في غزة. وأضافت أن الموقف الأمريكي يدفع الاتحاد للبحث عن وسائل أخرى للتأثير، وأن أوروبا قادرة على ممارسة تأثير قوي فقط عندما تتصرف ككتلة واحدة.
من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن حكومته تعمل مع الشركاء الدوليين لإيقاف الحرب في غزة وللوصول لحل الدولتين. لكن مسؤولًا أمريكيًا رفيع المستوى لموقع واللا الإسرائيلي قال إن واشنطن ستقاطع مؤتمر حل الدولتين الذي سيعقد في نيويورك هذا الشهر، مؤكداً أن محور نشاط الولايات المتحدة يبقى الدبلوماسية الجادة وليس مؤتمرات مدبرة منفصلة عن الواقع.
في الأثناء، انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دولة أوروبية أخرى (بلجيكا) كانت قد أعلنت نيتها الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر الجاري خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، واتهم بروكسل بدعم الإرهاب والتضحية بإسرائيل.
محتويات المقال وخدمات إضافية
انتقل إلى أقسام المقال:
خدمات ومتابعة إضافية:
كن جزءًا من مجتمعنا! انضم إلينا وكن أول من يعلم بآخر المستجدات:
لا تفوت آخر الأخبار والمستجدات من “الدليل نيوز” تابع أسعار العملات العالمية: