سلايدرعربي وعالمي

إعلام إسرائيل يكشف: التصعيد في غزة قراءة في تقارير الإعلام الإسرائيلي

حرب غزة 2025

في خضم التصعيد المستمر في المنطقة، تتجه الأنظار نحو غزة، حيث تتشابك التطورات العسكرية والسياسية مع تداعيات إنسانية واقتصادية. يقدم هذا المقال تحليلاً معمقاً لأبرز ما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية حول الحرب على مدينة غزة كاشفاً عن تناقضات الخطاب الرسمي والتغطية الإعلامية، وتأثيرها على الرأي العام الداخلي والخارجي، ومستقبل القطاع في ظل هذه الظروف الصعبة.

خطاب نتنياهو: اعتراف بالفشل ورؤية “سبارطية”

تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تحول إسرائيل إلى دولة “أكثر عزلة”، مشدداً على ضرورة أن تصبح “سبارطا” (في إشارة إلى الاكتفاء الذاتي عسكرياً). وقد فسرت صحيفة هآرتس هذا التصريح كاعتراف صريح من نتنياهو بفشله في إدارة الأزمة، وأنه يقود الجيش إلى “حفرة حفرها بنفسه”. كما زعم نتنياهو أن الدول الغربية بدأت تتحول إلى “عدو جديد لإسرائيل” بسبب “موجات الهجرة الإسلامية” وشبكات التواصل الاجتماعي التي تديرها قطر والصين.

إلا أن هآرتس دحضت هذه المزاعم، مؤكدة أن تدهور العلاقات الأوروبية مع إسرائيل يعود إلى سياسات حكومة نتنياهو المتطرفة، وليس لأسباب خارجية كما يدعي. وأشارت الصحيفة إلى أن الاقتصاد الإسرائيلي يعتمد بشكل كبير على الصادرات، وأن أي عزلة دولية ستؤدي إلى انهياره.

نتنياهو يحاول بهذا الخطاب حشد الدعم الداخلي وتبرير سياساته المتطرفة، من خلال تصوير إسرائيل كضحية للعزلة ودفع فكرة ضرورة الاعتماد على الذات في التصنيع العسكري. كما يهدف إلى إزالة أي قيود قانونية أو بيروقراطية لتعزيز سلطته الشخصية تحت ذريعة “الحرب الأبدية”.

محاولات إحياء صفقة تبادل الأسرى ودور أمريكا وقطر

كشفت قناة 12 الإسرائيلية عن وجود مسؤول إسرائيلي رفيع (مندوب الحكومة لشؤون الأسرى) في واشنطن، في محاولة لإحياء صفقة تبادل للأسرى. ويُزعم أن المبعوث الأمريكي “ويتكوڤ” الذي كان متفائلاً في السابق، قد “خدع” المتفائلين بتصريحاته.

تجري حالياً “مفاوضات اللحظة الأخيرة” بمشاركة ممثلين قطريين في واشنطن، مما يشير إلى محاولة جدية للتوصل إلى اتفاق.

وتأتي هذه المفاوضات في ظل تصاعد الضغوط الداخلية في إسرائيل. فقد سبق لنتنياهو أن زار كيبوتس “نير عوز” ووعد أهالي الأسرى بصفقة وشيكة، بل وعانق والدة أحد الأسرى (عنات زانغاوكر). هذا الوعد الذي لم يتحقق بعد، يضاف إلى الاحتجاجات المستمرة أمام منزل نتنياهو، حيث تعبر العائلات عن يأسها وغضبها من عدم إحراز تقدم في ملف أبنائهم.

تحديات العملية البرية في غزة وقوة حماس

تواصل القنوات الإسرائيلية، مثل قناة 14، تغطيتها للعملية البرية في غزة، متحدثة عن “دخول أعنف” و”الملجأ الأخير” لحماس. ورغم التأكيدات السابقة على دقة المعلومات الاستخباراتية، كشف محلل عسكري في قناة 14 أن الجيش الإسرائيلي كان يفتقر إلى “معلومات مخابراتية جيدة” في السابق، لكنه الآن يعتمد على “معلومات دقيقة عينية”. هذا التناقض يثير تساؤلات حول مصداقية الرواية الإسرائيلية حول سير العمليات.

وأشار المحلل إلى أن منطقة الشيخ رضوان في غزة “موازية للضاحية الجنوبية في لبنان” من حيث التحصينات، مما يدل على عمق المقاومة التي يواجهها الجيش. في سياق متصل، كشف قائد القوى البشرية في جيش الاحتلال خلال اجتماع بالكنيست عن حاجة الجيش لـ 12,000 جندي جديد، بالإضافة إلى 60,000 جندي احتياط، مما يؤكد الاستنزاف الكبير الذي تتعرض له القوات الإسرائيلية في الحرب على مدينة غزة . ووصف الوضع في غزة بأنه “معقد”، مما يدفع قادة الكتائب إلى طلب “استراحات مبكرة” من أرض المعركة.

مزاعم إسرائيلية لتبرير الفشل وتشكيل قيادات جديدة

في محاولة لتبرير صعوبات العملية، ادعت قناة i24NEWS أن حماس لا تزال تملك 8,000 مقاتل، وأنهم “قاموا بعدّهم ولم يقتلوهم”. وقسمت القناة المقاتلين إلى 5,000 في اللواء المركزي، و1,000 من الجنوب، و2,000 من الألوية المتبقية في الشمال، مشيرة إلى ظهور قادة جدد مثل مهند رجب وعز الدين حداد. كما زعم الإعلام الإسرائيلي أن حماس قتلت 20,000 “متخابر” مع إسرائيل وتجار مخدرات في غزة، في محاولة لتشويه صورة المقاومة.

الأكثر إثارة للجدل هو ما كشفته صحيفة هآرتس عن أن الجيش والشاباك بدآ يمنحان “مهمات قتالية” لميليشيات محلية مثل جماعة “أبو الشباب” في غزة. هذه المجموعات تتلقى رواتب ودعماً لوجستياً، وتمنح السيطرة على ممرات قوافل المساعدات، بل وحتى امتيازات في توزيع الخيام. ويهدف هذا التكتيك إلى تقليل الخسائر البشرية في صفوف الجنود الإسرائيليين من خلال الاعتماد على وكلاء محليين.

وفي تصريح صادم، ادعى وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أن غزة تعتبر “غنيمة عقارية” وبدأ التفاوض مع الأمريكيين لتقسيمها. وقال سموتريتش إنهم في “مرحلة متقدمة” من المفاوضات لتحديد “ما لنا وما لكم” في هذه “الغنيمة”. ويزعم أن خطته التجارية، التي أعدها “أفضل الخبراء”، مطروحة على طاولة ترامب، وأن تكلفة الهدم الباهظة في غزة تبرر تقاسم الأراضي. هذه التصريحات تعكس نظرة استعمارية وتجاهلاً تاماً لحقوق السكان الأصليين، وتتجاهل حقيقة أن سكان غزة، رغم الألم والمعاناة، يرفضون التهجير ويعودون إلى منازلهم المدمرة، مؤكدين أحقيتهم في أرضهم.

العزلة الدولية وفتح سفارة فيجي بالقدس

في سياق محاولات إسرائيل لكسر عزلتها الدولية، احتفلت إسرائيل بافتتاح سفارة دولة “فيجي” (دولة جزرية صغيرة في جنوب المحيط الهادئ يقل عدد سكانها عن مليون نسمة) في القدس. وقدم نتنياهو هذا الافتتاح كإنجاز كبير واعتراف دولي بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وعلى الجانب الآخر، يهدد الاتحاد الأوروبي بإنهاء اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل، وقد يعلن عن نيته في ذلك قريباً. هذا التهديد يمثل خطوة فعلية أولى نحو إلغاء الاتفاقيات وسيلحق “أضراراً بالغة” بالاقتصاد الإسرائيلي الذي يعتمد على التصدير. كما أن هناك منظمات دولية قد تقرر عدم التعامل التجاري مع إسرائيل. كل هذه التحديات تشير إلى أن إسرائيل تواجه عزلة حقيقية تتجاوز مجرد التصريحات.

كن جزءًا من مجتمع الدليل نيوز وتابع أهم المستجدات:

لتبقى على اطلاع دائم بآخر الأخبار الفنية وقضايا المشاهير، انضم إلينا عبر منصاتنا:

لا تفوت آخر الأخبار والمستجدات من “الدليل نيوز” تابع أسعار العملات العالمية:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights