عربي وعالمي

حماس ترد على استهداف قادتها بقطر

في أول رد رسمي على الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت العاصمة القطرية الدوحة، وصفت حركة حماس الهجوم بأنه “جريمة مكتملة الأركان” وانتهاك صارخ للقانون الدولي وسيادة الدول.

وأكدت الحركة أن العملية لم تستهدف أفراداً فحسب، بل جاءت لضرب قلب الجهود الدبلوماسية وإفشال مسار التفاوض الرامي إلى وقف الحرب في قطاع غزة.

تفاصيل الغارة الإسرائيلية في الدوحة

بحسب ما أعلنت حماس، استهدفت الطائرات الإسرائيلية منزل القيادي البارز خليل الحية، رئيس وفد التفاوض الخارجي، ما أدى إلى مقتل نجله ومدير مكتبه وثلاثة من مرافقيه، إضافة إلى إصابة زوجته وزوجة نجله.

وأوضحت الحركة أن الوفد كان يبحث في تلك اللحظة مبادرة سلام طرحتها الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب.

حماس: استهداف المفاوضات وتعطيل الوساطات

خلال مؤتمر صحفي، قال القيادي في حماس فوزي برهوم إن الغارة لم تكن مجرد عملية عسكرية، بل “محاولة واضحة لنسف جهود الوساطة القطرية والمصرية”، التي كانت تهدف للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار.

وأضاف: “إسرائيل لم تستهدف بيتاً أو أشخاصاً فقط، بل استهدفت مسار التفاوض بأكمله، في محاولة لتعطيل كل الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الحرب وحقن دماء الأبرياء.”

إعلان حرب على المنطقة

واعتبرت الحركة أن استهداف مكتبها في قطر يمثل إعلان حرب على المنطقة بأسرها، مؤكدة أن ما جرى تجاوز الخطوط الحمراء وأدى إلى تهديد الأمن الإقليمي بشكل مباشر. وقال برهوم: “نتنياهو وحكومته تجاوزوا الأعراف والقوانين الدولية، وما حدث يضع المنطقة على حافة الانفجار.”

محاولة اغتيال فاشلة وانتصار وهمي

رغم مقتل نجل الحية وعدد من مرافقيه، أكدت حماس أن محاولة اغتيال القيادي باءت بالفشل، مشيرة إلى أن إسرائيل تسعى لتحقيق “انتصار وهمي” لتعويض إخفاقاتها الميدانية في غزة.

وشددت الحركة على أن المقاومة الفلسطينية لن تتراجع عن مطالبها الرئيسية، وعلى رأسها رفع الحصار عن قطاع غزة ووقف العدوان والإفراج عن الأسرى.

ردود الفعل القطرية والدولية

من جانبها، دانت قطر الهجوم بشدة واعتبرته اعتداءً سافراً على سيادتها الوطنية.

وأكدت الدوحة أنها ستتحرك دبلوماسياً ضد إسرائيل، داعية المجتمع الدولي إلى محاسبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

كما أعلنت قطر نيتها عقد قمة عربية وإسلامية طارئة لمناقشة التصعيد الأخير.

مرحلة جديدة من التصعيد

يرى مراقبون أن الغارة على الدوحة تمثل نقطة تحول خطيرة في مسار الصراع، إذ لم تعد إسرائيل تضع حدوداً جغرافية لتحركاتها العسكرية.

وبينما تصر حماس على مواصلة المقاومة والتمسك بمطالبها، تبدو المنطقة بأسرها أمام مفترق طرق حاسم قد يفضي إما إلى انفجار واسع أو إلى إعادة ترتيب الحسابات الإقليمية والدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights