بقلم/ د . عاصم حجازى
أستاذ علم النفس التربوي
مقترح إلحاق رياض الأطفال بالمساجد سيفتح الباب أمام أسئلة كثيرة منها هل سيتم تدريس منهج ديني داخل هذه الحضانات أم مناهج عادية ؟ وهل إذا كان سيتم تدريس منهج ديني فهل سيتم فعل نفس الأمر في الكنائس ؟ ثم ألا يعد ذلك تفريقا ليست وزارة التربية والتعليم منوطة به ؟ وإذا لم يتم تدريس منهج ديني وكانت المناهج العادية هي التي ستدرس فكيف سيتم التعامل مع التلاميذ المسيحيين ؟ أعتقد أن هذه أسئلة كثيرة كان يجب الانتباه لها والإجابة عليها قبل اتخاذ خطوات في هذا الأمر .
وهذا ليس القرار الأول الذي تتخذه وزارة التربية والتعليم ويتسبب في كثير من التحفظات والتخوفات فقبل ذلك صدر قرار إضافة التربية الدينية للمجموع وعارضناه في وقته وطرحت حلا يقضي بأن تكون درجة النجاح فيه من ٧٠ وقد تراجعت الوزارة عن قرارها وأخذت بما اقترحته في هذا الشأن وحاليا يتم تكرار نفس المقترحات التي تثير التحفظات لدى الكثيرين أيضا.
وهذا لا ينفي كون الطلاب سيكونون أكثر ارتباطا بالمسجد وأكثر فهما لدوره وإدراكا لأهميته ولكن كل هذه الفوائد قاصرة على الطلاب المسلمين فقط فكيف ستتعامل الوزارة مع الطلاب المسيحيين ؟
وجدير بالذكر أنني طرحت مقترحا قبل ذلك بأن يتم تدريس التربية الدينية في المساجد والكنائس تحت إشراف وزارة التربية والتعليم ومن خلال معلميها وأن يتم استخدام مراكز الشباب والأندية وقصور الثقافة كأماكن يمارس فيها الطلاب الأنشطة الفنية والثقافية والرياضية المختلفة تحت إشراف وزارة التربية والتعليم أيضا ويمكن ان يكون هذا بديلا جيدا لهذه الفكرة ويحقق الهدف منها وهو توفير أماكن ومساحات لمواجهة مشكلة الكثافة .
والخلاصة أن هذا الإجراء ممتاز جدا ورائع وفوائده عظيمة لو قام به الأزهر الشريف الذي يقدم خدماته التعليمية للمسلمين فقط أما في وزارة التربية والتعليم التي تقدم الخدمات التعليمية لكافة المواطنين بمساواة تامة بينهم وعلى أساس المواطنة لا غير فإن هذا الإجراء ستكون أضراره أكثر من فوائده.
كن جزءًا من مجتمع الدليل نيوز وتابع أهم المستجدات:
لتبقى على اطلاع دائم بآخر الأخبار الفنية وقضايا المشاهير، انضم إلينا عبر منصاتنا:
لا تفوت آخر الأخبار والمستجدات من “الدليل نيوز” تابع أسعار العملات العالمية:
