منوعاتسلايدر

“صوت هند رجب”: تصفيق تاريخي في مهرجان فينيسيا السينمائي يكسر صمت العالم عن غزة | الدليل نيوز

في لحظة تاريخية ومؤثرة بمهرجان فينيسيا السينمائي، حظي فيلم “صوت هند رجب” بتصفيق حار استمر 24 دقيقة كاملة، ليصبح الأطول في تاريخ هذا المحفل السينمائي العريق. هذا التفاعل غير المسبوق لم يكن مجرد احتفال فني، بل كان مزيجًا من التأثر والصدمة والغضب على مأساة الطفلة الفلسطينية هند رجب. الفيلم، المدعوم من نجوم هوليوود، يهدف إلى كسر جدار الصمت العالمي وهيمنة السردية الإسرائيلية، وإعادة الإنسانية إلى القضية الفلسطينية التي طالما عانت من التهميش. إن هذا العمل الفني هو دعوة للعالم ليسمع أنين الأطفال في غزة ويدرك حجم الكارثة الإنسانية.

صوت الطفولة: صرخة تتجاوز حواجز الصمت

في قاعة السينما المرموقة بمهرجان فينيسيا السينمائي، وقف الجمهور لدقائق طويلة تصفق بحرارة لفيلم “صوت هند رجب” للمخرجة التونسية كوثر بن هنية. هذا التصفيق الذي دام 24 دقيقة، وهو الأطول في تاريخ المهرجانات السينمائية، لم يكن تعبيرًا عن الإعجاب الفني فحسب، بل كان صرخة جماعية تنديدًا بمأساة طفلة لم تتجاوز الست سنوات. الفتاة الصغيرة التي قتلتها الرشاشات الإسرائيلية في القطاع المحاصر بعد أن أبادت عائلتها، لتنهي حياتها وهي تستغيث وتتوسل فرق الإغاثة عبر الهاتف. يعرض هذا العمل الفني للعالم صوت الطفلة البريئة،

ويسرد تفاصيل مكالماتها المؤثرة مع مسعفي الهلال الأحمر الفلسطيني، لتصبح قصتها أيقونة حقيقية تكسر جدار الصمت وتتحرر من قيد السردية الإسرائيلية التي طالما هيمنت على الصناعة السينمائية العالمية. إنه وثيقة إنسانية تهدف إلى تذكير العالم بأن سكان فلسطين بشر لهم مشاعر وأحزان، وأن أطفالهم يستحقون الحياة والأمان بعيداً عن القتل والتدمير. يعكس العمل بجرأة الواقع الأليم الذي يعيشه الآلاف من أطفال غزة، ويسلط الضوء على المعاناة التي يتجاهلها الكثيرون. لقد أثبتت هذه اللحظة في المهرجان أن الفن يمكن أن يكون أداة قوية للتعبير عن الألم وطلب العدالة للقضية الفلسطينية.

دعم عالمي غير مسبوق من هوليوود والمحافل السينمائية

حظي هذا الفيلم الجديد بدعم غير مسبوق من أسماء لامعة في هوليوود، ليمنحه ثقلاً إضافيًا في صناعة السينما. من بين المنتجين التنفيذيين البارزين نجد النجوم العالميين براد بيت وخواكين فينيكس وروني مارا، بالإضافة إلى المخرجين ألفونسو كوارون وجوناثان جليزر. هذا الدعم الكبير ليس فقط اعترافًا بالقيمة الفنية للفيلم، بل هو أيضًا موقف سياسي وإنساني داعم للرواية الفلسطينية العادلة. بعد عرضه في مهرجان فينيسيا السينمائي،

سيواصل العمل رحلته العالمية ليُعرض في مهرجانات سينمائية مرموقة مثل تورنتو ولندن وسان سيباستيان وبوسان، مما يضمن وصول رسالته إلى أوسع شريحة ممكنة من الجمهور العالمي. والأهم من ذلك، أن الفيلم مرشح لجائزة الأوسكار، وهو ما سيضعه في دائرة الضوء الأكبر وسيجعل من قضية أطفال غزة محور اهتمام عالمي على أعلى المستويات الفنية والإنسانية. هذا الانتشار الواسع يهدف إلى كسر الصمت الذي يلف المعاناة الفلسطينية وتحدي الروايات المغلوطة التي طالما شوهت حقيقة ما يجري في الأراضي المحتلة، ويؤكد على أن صوت هذه الطفلة سيصل إلى كل بيت حول العالم.

هند رجب: أيقونة الإبادة والمحرك للاحتجاجات

قصة الطفلة هند رجب، التي استشهدت مع أكثر من 20 ألف طفل آخر في قطاع غزة، تحولت إلى أيقونة ورمز للإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. الفيلم يعرض للعالم صورًا دامية للسيارة التي كانت تقل عائلة هند، والتي استهدفها جنود الاحتلال بأكثر من 300 رصاصة، مسببين مجزرة بشعة.

الصوت الأخير لهذه الطفلة، الذي سمعناه في مكالماتها الهاتفية، أيقظ ضمائر الكثيرين حول العالم. قصتها أشعلت شرارة المظاهرات والاحتجاجات في جامعات أمريكية مرموقة، محسوبة على نخبة المجتمع الأمريكي، بالإضافة إلى العديد من المدن الأوروبية في بلجيكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا والدنمارك والسويد والنرويج. هذه الاحتجاجات تؤكد أن الرواية الإسرائيلية لم تعد قادرة على إخفاء الحقيقة، وأن التضامن مع سكان غزة يتجاوز الحدود الجغرافية.

من برشلونة، انطلق أسطول بشري ضخم في زحف إنساني نحو القطاع، في محاولة لكسر الحصار وإيصال المساعدات، وهو دليل آخر على أن التعاطف الغربي يتحول إلى عمل فعلي على الأرض. يقول مخرجو الفيلم إن تكرار هذه البديهيات – بأن الفلسطينيين بشر لهم مشاعر وأحزان – يختصر حجم المأساة ويدعو العالم إلى الاستيقاظ لدعم القضية الفلسطينية والعمل على إيقاف العدوان.

الفيلم صرخة للعدالة وإنهاء الظلم

يخلق فيلم “صوت هند رجب” حالة لم يعهدها عالم صناعة السينما، الذي ظل لعقود رهينة لمراكز القوى المالية المنتجة الداعمة للرواية الإسرائيلية بإرادة سياسية. لكن صرخات الطفلة هند تأتي لتكسر هذا القيد وتذكر العالم بأن الفلسطينيين بشر، لهم مشاعرهم وأحزانهم حين يفقدون أحبتهم. إن هذا العمل الفني هو محاولة جريئة لتغيير هذه المعادلة،

وتقديم الرواية الفلسطينية من منظورها الإنساني العادل. ومن خلال هذا العمل السينمائي القوي، يأمل صناع الفيلم في أن يتغير الوعي العالمي، وأن يتمكن هذا الصوت الصغير من أن يكون شرارة لإنهاء الظلم والعدوان على الشعب الفلسطيني، وأن يرى العالم أطفال غزة ليس كأرقام، بل كبشر يستحقون العيش بسلام وكرامة. هذا الفيلم ليس مجرد فن، بل هو نداء للعدالة، ورسالة قوية لكل من يتجاهل أو يبرر الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية. نتطلع لأن يكون هذا الفيلم بداية لتحول حقيقي في طريقة تعامل العالم مع القضية الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights