مقالاتسلايدر

عبير ضحية الطب بلا عزاء !!

بقلم/ وجيه الصقار

صديقة الإعلامية عبير الأباصيري، اتهمت مستشفى الهرم بالتسبب في وفاتها نتيجة إهمال طبي وتركها أكثر من 6 ساعات في قسم الاستقبال، بدون أي تدخل أو رعاية طبية، مما أدى إلى تدهور حالتها ووفاتها. وصلت الإعلامية عبير في حالة صحية صعبة إلى المستشفى الهرم التخصصي يوم الأربعاء الماضي بمساعدة طفل تصادف وجوده، وراحت في شبه غيبوبة، وحسب المستشفى أنها كانت تعاني نقصا حادا بالأكسجين، وهبوطا شديدا في الدورة الدموية، ونتيجة تركها هذه المدة حسب صديقتها، تدهورت صحتها نتيجة جلطة تضاعفت في الوقت الذي طلبت فيه المستشفى قيمة علاج يكلف 1400 جنيه لم تتوافر مع حالة الإعلامية، وتسبب في تأخر التعامل مع حالتها بشكل فوري، حتى هذه النقطة يمكن أن نصدق صديقتها، بدليل أنه بعد تدهور صحتها نقلتها أسرتها إلى مستشفى آخر ولو لقيت رعاية وأنقذوها لما انتقلوا إلى مستشفى آخر خاص، برغم أن المستشفى نشر ردا عليها بأن الحالة وضعت على جهاز تنفس صناعي، وأعطيت أدوية داعمة للدورة الدموية، وإجراء تحاليل وأشعة مقطعية على الصدر والمخ. وأن جميع الفحوصات أجريت مجانًا سوى طباعة الأشعة، وأنا شخصيا أصدق الطرفين لأن القضية هنا جلطة وتحتاج حقنة لإذابتها فورا، أما أن تنشغل الإجراءات في كشوفات وتحليلات وأشعات تستهلك 6 ساعات، فهذه هي الكارثة، والقضية هي نقص خبرة الأطباء لعدم التدريب والتعليم الكافي، فتأخير التشخيص يعني الموت المحقق، وأنا شخصيا تعرضت لهذا الموقف من 10 سنوات بسوء تشخيص طبيب الاستقبال الذي ذكر إصابتي بحالة خطيرة وطلب من خلال الممرضة ألف جنيه لمتابعة حالتي حتى الصباح، ولأني كتبت كثيرا في الطب ضحكت، سألتها أنتم أطباء حقيقي؟! وخرجت على أقدامي، وهي تتعجب مني، ووجدت تبريرا عندي بأن الدفعات الطبية الحالية درست الطب غالبا بالسماع وبالتعليم الخاص أبو 70% طب أو بالسماعة، مما يلفت النظر إلى خطورة تدني المستوى العلمي في تشخيص الحالات العاجلة والخطيرة، فالإعلامية لم يكن معها أي أموال لحالتها المفاجئة، ومن منا يمشي معه هذا المبلغ في ظروف معيشية قاسية، وأنا شخصيا تابعت حالات وفاة كثيرة منهم زملاء كان السبب فيها جهل الأطباء، والشكوى لن تعيد الميت، صحيح أن المستشفيات لا تتوافر فيها أي أدوية، هي رعاية طبية وهمية والعلاج من جيب المريض.. الغريب أن وزير الصحة زار المستشفى في نفس الليلة التي توفيت فيها الإعلامية في أول زيارة لوزير منذ إنشائها، فلم تكن مصادفة أبدا، وملاحظته تزاحما وتأخرا في قسم الطوارئ، مما يعني صدق ادعاء صديقة الضحية، فقرر زيادة عدد الأطباء، وكانت قراراته الحاسمة هي فسخ التعاقد مع شركات النظافة والأمن ولا علاقة له بالأداء الطبي. الضحية ماتت مثل الكثير ولا عزاء لمواطن لا يمتلك المال!! أزمة الرعاية الصحية في مصر

صورة رمزية لممرضة أو طبيب يقف أمام مدخل مستشفى، ترمز لإهمال طبي محتمل في مستشفى الهرم وقضية الإعلامية عبير الأباصيري.

محتويات المقال وخدمات إضافية

أقسام المقال:

انضم إلى متابعينا وكن أول من يعلم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights