سلايدرحضارة وتاريخ

“عيد النيروز” يومًا للسلام في مصر القديمة

بقلم د. عبد الرحيم ريحان

تحتفل مصر اليوم ببدء السنة المصرية الجديدة 6267 التي توافق يوم الخميس ١ توت ١٧٤٢ شهدا، ١١ سبتمبر ٢٠٢٥
حدد قدماء المصريين طول السنة الشمسية بـ 365 يوما و 5 ساعات و49 دقيقة و 45 ونصف ثانية أي بفارق يوم كل 127 سنة وبذلك وضعوا المقياس الزمني الذي يعلن ميعاد الفيضان وهو يوم ميلاد العام والذي أطلقوا عليه (التقويم التحوتي) نسبة إلى المعبود تحوت إله المعرفة وقياس الزمن.
وقسّم المصري القديم السنة إلى ثلاثة فصول طبقا لطبيعة حياته الزراعية وهي: فصل الفيضان، وبذر البذور، وفصل الحصاد أو الربيع، وتكونت السنة من 12 شهرا ومجموع أيام السنة 360 يوما، ثم أضافوا إليها الأيام الخمسة المنسية التي ولد فيها الآلهة الخمسة (أوزورويس- إيزيس- نفتيس- ست- حورس) ثم أضافوا إليها يومًا سادسًا كل أربع سنوات قدموه هدية للمعبود (تحوت) الذي علمهم الحرف والكلمة والتقويم.

أسماء الشهور
أطلق قدماء المصريين أسماء على الشهور حمل أولها اسم (تحوت) والذي يوافق أوله 11 سبتمبر من السنة الميلادية، واستخدم ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ القبطي بعد ذلك نفس الشهور المصرية القديمة حيث يبدأ التقويم القبطي ﺑﺸﻬﺮ( ﺗﻮﺕ) ﻭالذي يقابله (ﺗﺤﻮﺕ) ﻭﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ 11 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﺇﻟﻰ 10 ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ.
يليه شهر (ﺑﺎﺑﺔ) ﻭﻳﻘﺎﺑﻠﻪ (ﺣﺎﺑﻰ) ﻣﻦ 11 ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﺇﻟﻰ 10 ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ، ثم (ﻫﺎﺗﻮﺭ) ﻭﻳﻘﺎﺑﻠﻪ (ﺣﺘﺤﻮﺭ) ﻣﻦ 11 ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ﺇﻟﻰ 9 ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ، و(ﻛﻴﻬﻚ) ﻭﻳﻘﺎﺑﻠﻪ( ﻛﺎ – ﻫﺎ – ﻛﺎ) ﻣﻦ 10 ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ﺇﻟﻰ 8 ﻳﻨﺎﻳﺮ، و( ﻃﻮﺑﺔ) ﻭﻳﻘﺎﺑﻠﻪ ( ﺃﻣﺴﻮ- ﺧﻴﻢ) ﻣﻦ 9 ﻳﻨﺎﻳﺮ ﺇﻟﻰ 7 ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ، و(ﺃﻣﺸﻴﺮ) ﻭﻳﻘﺎﺑﻠﻪ (ﻣﻴﺠﻴﺮ) ﻣﻦ 8 ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ﺇﻟﻰ 9 ﻣﺎﺭﺱ.
يأتي بعد ذلك شهر (ﺑﺮﻣﻬﺎﺕ) ﻭﻳﻘﺎﺑﻠﻪ (ﻣﻮﻧﺖ) ﻣﻦ 10 ﻣﺎﺭﺱ ﺇﻟﻰ 8 ﺃﺑﺮﻳﻞ، ثم (ﺑﺮﻣﻮﺩﺓ) ﻭﻳﻘﺎﺑﻠﻪ (ﺭﻧّﻮ) ﻣﻦ 9 ﺃﺑﺮﻳﻞ ﺇﻟﻰ 8 ﻣﺎﻳﻮ، و(ﺑﺸﻨﺲ) ﻭﻳﻘﺎﺑﻠﻪ (ﺧﻨﺘﻰ) ﻣﻦ 9 ﻣﺎﻳﻮ ﺇﻟﻰ 7 ﻳﻮﻧﻴﻮ، و(ﺑﺆﻭﻧﺔ) ﻣﻦ 8 ﻳﻮﻧﻴﻮ ﺇﻟﻰ 7 ﻳﻮﻟﻴﻮ، و(ﺃﺑﻴﺐ) ﻭﻳﻘﺎﺑﻠﻪ( ﺃﺑﻴﺪﻩ) ﻣﻦ 8 ﻳﻮﻟﻴﻮ ﺇﻟﻰ 6 ﺃﻏﺴﻄﺲ، و(ﻣﺴﺮﻯ) ﻭﻳﻘﺎﺑﻠﻪ (ﻣﺲ – ﺃﻭ – ﺭﻯ) ﻣﻦ 7 ﺃﻏﺴﻄﺲ ﺇﻟﻰ 5 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ،وأخيرا ( ﻧﺴﺊ) ﻣﻦ 6 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﺇﻟﻰ 10 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ.

عيد النيروز
احتفل قدماء المصريين بهذا اليوم وأسموه (ني – يارو) بمعنى يوم الانتهاء والاكتمال كموعد لاكتمال الفيضان وهو ما تحول بعد ذلك إلى ما يسمى بعيد النيروز المصري.. موضحًا أن هذا التقويم نتج عن شغف المصري القديم بنهر النيل وحرصه على رصد فيضانه ونتيجة مراقبة المصري القديم لنجم “سبدت” أو سيروس وهو نجم الشعرى اليمانية لعدة سنوات حيث توصلوا إلى تحديد طول دورته الفلكية بدقة متناهية.
ومن التقاليد الإنسانية التي سنها قدماء المصريين خلال أيام (النسئ) أن ينسى الناس الخلافات والضغائن والمنازعات وتقام مجالس الصلح بين العائلات المتخاصمة وتحل كثير من المشاكل بالصفح وتناسي الضغائن ليبدأ عيد رأس السنة بالصفاء والإخاء والمودة بين الناس وكان يتسابق المتخاصمون لزيارة بعضهم البعض ويقتسموا كعكة العيد بين تهليل الأصدقاء وسعادتهم بالود والحب بين الجميع
وقد عملت روما وبلاد أوروبا بالتقويم المصرى عدة قرون حتى قام البابا جريجوري الثالث بتعديله عام 1852م وهو التقويم العالمي الحالي وهو في جوهره عمل مصري منحه المصريون القدماء لكل البشرية كما انتقلت مع التقويم تقاليد الاحتفال برأس السنة.

التقويم القبطى
أشار الكاتب والأديب عبد الله مهدى رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر إلى أن عبقرية المصرى القديم تجلت عام ٢٨٤م عندما أقاموا نصبًا خالدًا لذكرى شهداء المسيحية الذين انتصروا بشجاعة وإقدام على الوثنية بأن جعلوا تقويمهم التقويم المصرى يبدأ بعام ٢٨٤م ذكرى اعتلاء الامبراطور دقلديانوس العر، ويعتمد التقويم القبطي بشكل أساسي على التقويم المصري القديم الذي يطلق عليه التقويم الشمسي “النجمي “.

وأضاف الكاتب والأديب عبد الله مهدى أن التعاون في دواوين الحكومة المصرية كان عبر التاريخ بالتقويم المصرى أي السنة المصرية القديمة لأنه التاريخ الطبيعى المنطبق على أحوال مصر الزراعية واستمر هذا التاريخ المعمول به في دوائر الحكومة المصرية حتى نهاية عهد الخديوي إسماعيل وقد استبدل به التاريخ الميلادى بدءًا من ١١ سبتمبر ١٨٧٥م الذى يتوافق مع التقويم القبطى مع أول عام ١٥٩٢ شهدا

خدمات ومتابعة إضافية من الدليل نيوز

كن جزءًا من مجتمع الدليل نيوز وتابع أهم المستجدات:

لتبقى على اطلاع دائم بآخر الأخبار الفنية وقضايا المشاهير، انضم إلينا عبر منصاتنا:

لا تفوت آخر الأخبار والمستجدات من “الدليل نيوز” تابع أسعار العملات العالمية:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights