
للصمت أحببتك
صامتةٌ شفتيك وصاخبةٌ عينيكِ هادئة..
يا لهفتى لحديثٍ صمتِّ فيه قبل النبس..
أرنو لعينيك وأهلع لمعارك تحتدم..
استشف المبهم خلف طبول جفنيكِ
مناديةً لحربٍ تضترم وأزداد نشوة لنصرٍ يقترب..
أحمل أحرف الكون ذِرعاً وكَلِمَ العمر سهاماً علّها
تصيب وتفوز بالقلب المختبئ.
وأجدنى نسيت كيف لفظت أولى أحرفى..
وأنّى الحديث أبداً والصمت حولنا يضطرب..
…………………….
وأهتف صامتاً؛ يا ليتنى أحبك..
ما لهذا الصمت يوسدنى بأنامل تُحرق كل جرحٍ يأتلم!
أوشك فأقول لك ولصمتك؛ ربما أحبك..
فأخشى عاقبة النبس والنصر بعد لم يكتمل..
كل صمتٍ أرانى هادئ القلب يسرى صمتك هامساً:
يا هُمام أنّى لك البوح بما لا يضطرب به فؤادٌ يكتشف؟!
وذات بوحٍ قريب مضيتٌ انهل اكتشافاً..
من نبعٍ حديثٍ لضنا يوشك أن يظمئ..
أرفع راياتى ملطخةً بليالى بدأتْ عهد السهر..
معلناً؛ وللصمت الآن أحبك..
…………………..
أرى أهدابكِ خناخرَ تُسنّ..
وأراكِ ببطئ تنهارين وصمتك حادٌ ينتقم..
أسمع صراخاً.. ارى دماءاً.. أبصر عويلاً..
فى طيات صمتك اللذيذ..
أهلع فأقترب كطفلٍ..
وعده البرق بنور يبرق كالسنا..
فما اقترب إلا وهو رفات محته رياح الوله..
ومضيتُ رفاتاً أحمل رايات عارى إلى وطنٍ كسيحٍ..
ناء شعبه فهاجر وأغترب.. وتركه قحلاً خواءاً..
وتذرونى الرياح وأسرى فى الكون خافتاً أن يا صمتاً أصرخ فوحدكَ أحببتُ..
وأستحال الصراخ بالصمت فعدمتُ الأصوات ومادتها..
ووحدكِ كيانٌ إنهار بعد صمتٍ..
وعدتِ للشدو وأرانى مازلتُ أنا أنا..
مازلتُ رُفاتاً برايات عارى وخجلى..
أريد لصمتكِ أن أحب.
محتويات المقال وخدمات إضافية
أقسام المقال:
- للصمت أحببتك: قصيدة حب لزياد تامر (انتقل إلى القسم)