ألعاب تدريب الدماغ: هل تعزز التركيز أم مجرد وهم؟
تحظى ألعاب تدريب الدماغ بشعبية واسعة، لكن الجدل حول فعاليتها في تعزيز التركيز والحد من التدهور المعرفي ما زال قائمًا. فبينما يرى البعض أنها الحل السحري، يشكك آخرون في فائدتها الحقيقية. ومع تباين الدراسات السابقة، جاءت تجربة سريرية جديدة لتسلط الضوء على هذا اللغز العلمي، وتكشف أن نوع اللعبة وتأثيرها على الناقلات العصبية في الدماغ قد يكون مفتاح النجاح. فماذا كشفت هذه الدراسة عن أسرار الدماغ وقدرته على التكيف؟
الأسيتيل كولين: الناقل العصبي السحري في صحة الدماغ
أشارت الأبحاث الجديدة إلى أن بعض ألعاب تدريب الدماغ، التي تركز على تعزيز الانتباه وسرعة المعالجة مثل “Double Decision” و”Freeze Frame”، تساهم في الحفاظ على مستوى الأسيتيل كولين. هذا الناقل العصبي، الذي وصفه الباحث الرئيسي في الدراسة إتيان دي فيلير-سيداني بأنه “مفتاح يجعل الدماغ أكثر يقظة، وتركيزًا، وانتباهًا”، يلعب دورًا محوريًا في وظائف الدماغ.
أكد الدكتور مايكل ميرزينيش، أحد رواد اللدونة العصبية، أن تنشيط الأسيتيل كولين يغير نشاط الدماغ بأكمله، وهو ما كان يُعتقد سابقًا أنه مستحيل بعد مرحلة معينة من البلوغ. هذه الدراسة تعد الأولى التي توثق زيادة في تنظيم إنتاج الأسيتيل كولين، وهو عنصر أساسي للحفاظ على لدونة الدماغ مع التقدم في العمر.
ألعاب تدريب الدماغ والوقاية من التدهور المعرفي
أظهرت الدراسة التي نُشرت في دورية JMIR Serious Games، أن 92 شخصًا من كبار السن الذين مارسوا ألعاب “BrainHQ” المخصصة لتدريب الدماغ لمدة 30 دقيقة يوميًا على مدار 10 أسابيع، شهدوا زيادة بنسبة 2.3% في تنظيم إنتاج الأسيتيل كولين. هذا التحسن يعادل تقريبًا التراجع الطبيعي الذي يحدث مع كل عقد من العمر، مما يضيف اكتشافًا مهمًا لسبل الوقاية من التدهور المعرفي.
ومع ذلك، أكد الخبراء على أن هذه النتائج، رغم أهميتها، لا تزال في مراحلها المبكرة. ويشدد طبيب الأعصاب الوقائي ريتشارد آيزاكسون على أن “لا توجد حبة سحرية واحدة للوقاية من الخرف”، لكن مجموعة من التدخلات مثل النظام الغذائي المتوازن، والنوم الجيد، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، إلى جانب ألعاب تدريب الدماغ المفيدة، يمكن أن تساهم في بناء الاحتياطي المعرفي للدماغ.
الدليل نيوز عشان البلد والناس
لتبقى على اطلاع دائم بآخر المستجدات والتطورات في جميع المجالات، ندعوك للانضمام إلى مجتمعنا.
