أين سيقضي ساركوزي رئيس فرنسا الأسبق سجنه بعد الحكم بحبسه؟

يستعد الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي لبدء تنفيذ عقوبة السجن لمدة خمس سنوات بعد إدانته في قضية التمويل غير القانوني لحملته الانتخابية، في واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في تاريخ السياسة الفرنسية الحديثة.
وذكرت صحيفة ذا تايمز البريطانية أن ساركوزي، البالغ من العمر 70 عاماً، سيبدأ تنفيذ العقوبة الأسبوع المقبل داخل سجن “لا سانتيه” الشهير في باريس، والمعروف بأنه “سجن كبار الشخصيات”، حيث استقبل في تاريخه مجرمين بارزين وشخصيات سياسية بارزة.
وقالت الصحيفة، إن السلطات الفرنسية قررت نقل الرئيس الأسبق إلى هذا السجن الواقع في الدائرة الرابعة عشرة بوسط باريس، بعدما رفض القضاة طلب الدفاع بتأجيل تنفيذ الحكم، وهو القرار الذي أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية، واعتبره أنصار ساركوزي “اضطهاداً سياسياً يسارياً”.
وسيصبح ساركوزي أول رئيس فرنسي يدخل السجن منذ الحرب العالمية الثانية، إذ كان آخر من واجه هذا المصير هو الجنرال فيليب بيتان، زعيم النظام المتعاون مع النازيين، والذي توفي داخل السجن عام 1951.
وبحسب تسريبات من داخل وزارة العدل الفرنسية، فإن ساركوزي سيبدأ رحلته في قسم “الوافدين” داخل السجن، حيث يخضع جميع النزلاء للفحص والمراقبة قبل توزيعهم على الأقسام المختلفة.
وبعد فترة قصيرة، سينقل إلى قسم “المحصنين” المخصص لأصحاب الملفات الحساسة والمشاهير، لحمايتهم من الاحتكاك المباشر مع السجناء الآخرين.
الزنزانة المخصصة له ستكون صغيرة لكنها مزودة بـ دُش داخلي وأثاث بسيط، كما سيتم منحه هاتفاً للاستخدام المحدود بأرقام معتمدة مسبقاً، وسيُسمح له بزيارتين أسبوعياً شأنه شأن بقية النزلاء.
سجن “لا سانتيه” الذي أُعيد تجديده مؤخرًا، يُعد من أكثر السجون أمانًا في فرنسا، وسبق أن استضاف شخصيات معروفة مثل جاك ميسرين، رجل العصابات الفرنسي الشهير، وموريس بابون، قائد شرطة باريس السابق المدان بجرائم ضد الإنسانية.
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يُدان فيها ساركوزي، إذ سبق أن أيدت محكمة الاستئناف الفرنسية العام الماضي حكماً بسجنه لمدة عام لمحاولته الحصول على امتيازات غير قانونية من أحد القضاة في عام 2014.
كما حُكم عليه بالسجن ستة أشهر مع وقف التنفيذ في قضية التمويل غير المشروع لحملته الانتخابية عام 2012.
ويواصل فريق دفاعه مساعيه القانونية لتخفيف العقوبة أو استبدالها بالإقامة الجبرية، مستندين إلى عمره وبعض الثغرات الإجرائية، فيما يحتدم الجدل في فرنسا بين مؤيدين يرون في الحكم “إهانة لرئيس سابق”، ومعارضين يرونه “انتصارًا للعدالة والمساءلة”.
![]() واتس اب |
![]() يوتيوب |
![]() فيسبوك |
![]() |