
الذكرى الثانية لحرب غزة.. صمودٌ لا ينكسر
✍️ بقلم:
مهرائيل ثابت
تمرّ علينا الذكرى الثانية لحرب غزة، الحدث الذي ما زال يلقي بظلاله الثقيلة على الوجدان العربي والإنساني، ويعيد إلى الأذهان مشاهد الألم والدمار، لكنّه في الوقت ذاته يجدد فينا الإيمان بعدالة القضية الفلسطينية وصمود شعبها الذي لم يعرف الاستسلام رغم القسوة والمعاناة.
عامان مرا على العدوان، وما تزال غزة الجريحة تحيا على أملٍ متجدد بالحرية. ورغم الدمار الذي طال البيوت والمستشفيات والمدارس، إلا أن روح التحدي في نفوس أبنائها بقيت حيّة، تنبض بالعزيمة والإصرار. لقد أثبتت المقاومة الفلسطينية خلال تلك الحرب أنها ليست مجرد بندقية تواجه جيشاً، بل هي عقيدة وإيمان وكرامة لا تُباع ولا تُشترى.
ففي الوقت الذي كان الاحتلال يسعى لفرض معادلات جديدة بالقوة، كانت غزة تكتب بدماء أبنائها معادلة الصمود، وتؤكد أن الحق لا يموت، وأن الشعوب التي تؤمن بقضيتها لا تُهزم. وعلى الرغم من الخسائر الكبيرة التي لحقت بالمدنيين والبنية التحتية، إلا أن روح المقاومة بقيت صامدة، والوعي العربي والعالمي تجاه القضية الفلسطينية ازداد اتساعاً.
الذكرى الثانية ليست مجرد محطة للحزن، بل فرصة للتأمل في الثمن الذي دُفع، والرسالة التي أوصلها الفلسطينيون إلى العالم أجمع: أن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع.
ويبقى السؤال المشروع الذي يفرض نفسه اليوم:
هل استطاعت المقاومة أن تحقق أهدافها كاملة، أم أن الطريق نحو التحرير لا يزال طويلاً وشاقاً؟