ترامب يُهدد بفرض رسوم جمركية على الأفلام الأجنبية

على الرغم من التهديدات المتجددة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الأفلام المنتجة خارج الولايات المتحدة، تواصل صناعة السينما العالمية نشاطها بشكل طبيعي، إذ تجري حاليًا أعمال تصوير وإنتاج عدد من الأفلام الكبرى في بريطانيا والمجر وأستراليا، وفقًا لتقرير نشرته وكالة “رويترز” الأمريكية.
وتشهد بريطانيا حاليًا تصوير فيلم “حرب النجوم: ستارفايتر” (Starfighter)، أحد أبرز الإنتاجات المنتظرة في سلسلة “ستار وورز” الشهيرة، بينما تعمل استديوهات أخرى في المجر وأستراليا على مراحل الإنتاج وما بعد الإنتاج لعدة أفلام ضخمة، ما يشير إلى أن التهديدات الأمريكية لم توقف عجلة الإنتاج السينمائي العالمي.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد اقترح فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الأفلام المصنوعة خارج أمريكا، بهدف – حسب قوله – حماية الوظائف الأمريكية ومنع الشركات من نقل عمليات الإنتاج إلى الخارج.
ويعود هذا المقترح إلى مايو الماضي عندما طرحه ترامب لأول مرة، مما تسبب حينها في موجة قلق داخل أوساط صناعة السينما العالمية.
وبحسب تقرير “رويترز”، فإن الإعلان الأول عن هذه الرسوم المحتملة أدى إلى تعليق مؤقت لعدد من مشاريع التمويل والإنتاج الدولي، بينما قام المنتجون بإعادة تقييم الجدوى الاقتصادية لمشاريعهم السينمائية في ظل التهديدات الجديدة.
لكن هذه المرة، يبدو أن ردود الأفعال أكثر هدوءًا داخل الصناعة. وقال لي ستون، الشريك في شركة المحاماة البريطانية “لي آند تومسون”، والتي شاركت في إنتاج المسلسل الحائز على جائزة إيمي “المراهقة” (Adolescence):
“باستثناء موجة التصريحات الأولية مثل: (أوه، لقد قالها مرة أخرى)، فإن الناس لا يأخذون الأمر على محمل الجد كما فعلوا في المرة الأولى.”
ويرى خبراء في المجال السينمائي أن تنفيذ مثل هذه الرسوم سيكون معقدًا للغاية، نظرًا للطبيعة العالمية لصناعة الأفلام اليوم، حيث تتوزع عمليات الإنتاج والتصوير والمونتاج بين عدة دول وشركات متعددة الجنسيات.
وأشار محللون إلى أن استديوهات هوليوود الكبرى تعتمد بشكل متزايد على مواقع الإنتاج الخارجية لتقليل التكاليف والاستفادة من الحوافز الضريبية التي تقدمها دول مثل بريطانيا وكندا وأستراليا، ما يجعل تطبيق أي قيود جمركية واسعة أمرًا قد يضر بالمصالح الأمريكية نفسها.
وتؤكد التطورات الأخيرة أن السينما العالمية باتت صناعة عابرة للحدود، يصعب تقييدها بالقرارات السياسية، وأن استمرار إنتاج الأعمال الكبرى في الخارج يعكس ثقة المستثمرين والمنتجين في استقرار السوق العالمي رغم التوترات السياسية والتجارية.
![]() واتس اب |
![]() يوتيوب |
![]() فيسبوك |
![]() |