حضارة وتاريخسلايدر

الزوجة المصرية عرفت الزواج المدني والمهر والتأمين ضد الطلاق منذ آلاف السنين!

كتب: د.عبد الرحيم ريحان
تحت رعاية الأستاذ الدكتور علاء عبدالهادى رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب تقيم لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر برئاسة الكاتب والأديب عبدالله مهدى ندوة تحت عنوان ( الزوجة المصرية القديمة ) غدًا 4 أكتوبر الجارى بمقر النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر يدير الندوة الكاتب والأديب عبدالله مهدى رئيس اللجنة.
يتحدث في الندوة الباحثة الآثارية ناجية نجيب فانوس مدير عام سابق بالمتحف المصرى وباحثة الٱثار المصرية القديمة والدكتورة رشا كمال مدير عام الإدارة العامة للوعى الأثرى بوزارة السياحة والٱثار والباحثة منيرة محمد حمدى مسئول النشاط الثقافى بالمتحف المصرى
وصرّح الكاتب والأديب عبدالله مهدى بأن هذه الندوة تأتى تأكيدًا لعطاء الزوجة المصرية لأسرتها ودليلًا واضحًا على أن الحضارة المصرية القديمة كانت سباقة في احترام الزوجة وتقديرها فقد كانت أول من عرفت الزواج المدنى مع وجود شهود على العقد.
وأضاف بأن الزواج في مصر القديمة لم يعرف التوثيق بين الطرفين قبل فترة العصر المتأخر ( من القرن الحادى عشر إلى القرن الرابع قبل الميلاد ) بحسب تقسيم عصور تاريخ مصر القديم ويعود نص عقد زواج يمكن الاطلاع عليه إلى عام ٥٩٠ ق.م كما عثر على عقد زواج مكتوب بالخط الهيراطيقى في جزيرة ألفنتين يعود إلى عهد الملك ( نختنبو الثانى ٣٥٩ – ٣٤١ ق .م ) محفوظ بالمتحف المصرى بالتحرير بالإضافة لعقد زواج مصرى ٱخر مكتوب باللغة اليونانية يرجع إلى عام ٣١١ ق.م يحوى بنودًا تحدد إطارًا للعلاقة بين الزوجين يشمل التاريخ والإشهار وطرفي العقد والمهر والمعيشة والضمان والانفصال وحماية الأطفال والقسم والتعهد ومتعلقات شاركت بها الزوجة في المنزل والمتعلقات المشتركة بين الزوجين والميراث من الوالدين والرهن والتعويض في حالة الانفصال والاقرار الختامى كاتب العقد والشهود
وينوه الكاتب والأديب عبدالله مهدى إلى أن ما ورد في عقد للزواج في عصر متأخر ينم عن مكانة المرأة عند زوجها بتعهده في العقد بأن يقدم لها مقدارًا من القمح كل صباح وكذلك مقدارًا من الزيت شهريًا وراتبًا شهريًا فضلا عن نفقات سنوية للعناية بزينتها وجمالها.
ولما كان الزوج بطبيعته كثير التنقل والترحال للرعى أو الزراعة أو أى حرفة أخرى تحقق له الرزق ولأسرته الستر الاقتصادى كان على الزوجة أن تعمل على تنظيم بيتها وتهيئة السعادة والرفاهية لزوجها والعناية بتربية أبنائها.
وكما أخذت الزوجة المصرية القديمة حقها عند الزواج أخذت أيضا حقها عند وقوع الطلاق أو وفاة الزوج، فبموجب قانون الملكية في مصر القديمة كان يعود للمرأة ممتلكاتها بالإضافة إلى التسوية التى كانت تتم بعد الطلاق وتحصل من خلالها على خمسة أضعاف المهر وقتها وفي حالة وفاة الزوج، يكون للزوجة الحق في ميراث زوجها بنسبة الثلثين بينما يقسم الثلث الباقي على الورثة الباقين الأطفال وأخوة وأخوات الشخص المتوفي.
واستدعى الكاتب والأديب عبدالله مهدى نصائح الحكيم (بتاح حتب) الذى يعد الدستور في كيفية معاملة الزوجة يرسم فيه السياسة المثلى التى تكفل حسن المعاشرة ودوام المودة والتٱلف واستمرار روح التعاطف بين الزوجين يقول:
أحبب زوجك في البيت كما يليق بها املأ بطنها واكس ظهرها واعلم أن الضموخ علاج لأعضائها، أسعد قلبها مادامت حية لأنها حقل طيب لمولاها
وكشف الكاتب والأديب عبدالله مهدى عن الصورة التى نراها على ظهر كرسي عرش الملك ( توت عنخ ٱمون ) نرى فيها منظرًا خلابًا تتجلى فيه الحياة الزوجية بجمالياتها حيث يجلس الملك بأريحية والملكة جالسة أمامه وفي إحدى يديها إناء صغير للعطر تأخذ منه باليد الأخرى عطرًا عطرًا وتلامس به كتف زوجها برقة ولطف تعطره به.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights