
تأليف الكاتب الصحفي / عبدالعاطي محمد
لم تكن الأرملة الشابة “ندى” تتخيل أن حياتها ستنقلب رأسًا على عقب في لحظة فبعد سنوات من الوحدة والخذلان، وبعدما أوهمها زوجها الأول أن العيب منها هي لعدم الإنجاب، دخل حياتها شاب أنيق اسمه “سامح”؛ بوجهه البشوش وكلماته الرقيقة التي فتحت أمامها أبواب الأمل من جديد.
ساعة حب
لم يستغرق الأمر طويلاً، ففي غضون 48 ساعة من الحب والوعود، أقنعها سامح بأنه قلبه وأحلامه، وتزوجها سريعًا، ثم أقام معها في مسكنها. وخلال يومين فقط، سيطر على مشاعرها لدرجة أنها وثقت فيه وأعطته “توكيلًا” لإدارة أملاكها لكن الصدمة الكبرى كانت حين اختفى فجأة، وأغلق هاتفه، تاركًا خلفه قلبًا محطمًا وامرأة مخدوعة. مرت الأيام ثقيلة، والمفاجأة أن ندى –التي لم تُرزق بطفل من زواجها الأول– اكتشفت أنها حامل، وأنها تنتظر توأمًا من الرجل الذي خدعها وسرقها. ورغم الألم، تمسكت بالحياة، وأنجبت ولدين أسمتهما “محمد ومحمود”، وعاشت عشر سنوات تربيهما وحدها في صبر ودموع، دون أن تعثر على أي أثر لزوجها النصاب. لكن القدر كان يُخبئ مفاجأة كبرى.
فبينما كانت تتصفح إحدى الصحف، وقعت عيناها على صورة مألوفة… إنه “سامح”، يفتتح شركة جديدة بجوار ابنة أحد رجال الأعمال الكبار! بدأت ندى تجمع الخيوط، لتكتشف أن المال الذي سرقه منها كان هو رأس مال شركته، وأنه تزوج بمالها ليصعد اجتماعيًا لكن العقاب الإلهي لم يتأخر؛ فقد أصيب في حادث حرمه من الإنجاب نهائيًا لم تتردد لحظة ذهبت إلى شركته، وظهرت أمامه برفقة طفليها التوأم كانت الصدمة كفيلة أن تُفقده توازنه واجهته بدموعها:
– “خدعتني، سرقتني، وتركتني أربي ولديك وحدي.. لكن الله عاقبك بالحرمان من النعمة التي كذبت عليّ بشأنها”.
ارتبك سامح، وسألها: “عرفتي منين؟”، لكنها لم تُجب، فقط تركت كلمتها الأخيرة:
– “هؤلاء الطفلان.. محمد ومحمود.. أولادك من صلبك. لكن سامحك الله، أنا لن أسامحك”.
تركت الشركة، وهي تمسك بيدي طفليها، فركض خلفها كالطيف المذعور وعندما تأكد أن التوأم بالفعل نجلاه، انهار باكيًا وطلب الصفح، وأعاد لها كل حقوقها، بل كتب جميع أملاكه باسمها.
وفي النهاية، سامحته ندى بعد صراع طويل بين قلبها وجرحها، وعاش الجميع في بيت واحد، بعد أن أدرك سامح أن 48 ساعة من الخداع كادت أن تُفقده عمرًا كاملًا من الحب الحقيقي.
الدليل نيوز عشان البلد والناس
لتبقى على اطلاع دائم بآخر المستجدات والتطورات في جميع المجالات، ندعوك للانضمام إلى مجتمعنا.