كتب : منصور عبد المنعم
تحولت صداقة امتدت لسنوات إلى مأساة دامية في مركز دمنهور بمحافظة البحيرة، بعدما لقى شاب مصرعه على يد صديقه في واقعة مؤلمة هزّت مشاعر الأهالي وأثارت حالة من الحزن والدهشة، بعد أن بدأت بمشادة كلامية بسيطة وانتهت بجريمة قتل مروعة.
تلقى اللواء محمد عمارة، مدير أمن البحيرة، إخطارًا من العميد مصطفى السعدني، مأمور مركز شرطة دمنهور، يفيد بوصول شاب يُدعى متولي الديب، في العقد الثالث من عمره، إلى المستشفى العام مصابًا بعدة طعنات نافذة بأنحاء متفرقة من الجسد، لفظ على إثرها أنفاسه الأخيرة متأثرًا بإصاباته الخطيرة.
وعلى الفور انتقل فريق من ضباط المباحث بقيادة الرائد أحمد عبد الحليم، إلى موقع الحادث، وتبين من التحريات الأولية أن مشاجرة عنيفة نشبت بين المجني عليه وصديقه المقرب داخل أحد شوارع دمنهور، بسبب خلافات شخصية قديمة تجددت بينهما، فتطور النقاش سريعًا إلى مشادة حادة، أخرج خلالها المتهم سلاحًا أبيض وسدد عدة طعنات قاتلة لصديقه، ليسقط غارقًا في دمائه أمام المارة.
وأكد شهود العيان أن المجني عليه والمتهم كانا يعرفان بعضهما منذ سنوات طويلة، وأن الخلاف بينهما كان بسيطًا في بدايته، لكن التوتر تصاعد حتى تحوّل إلى كارثة. وأضاف بعضهم أن المتهم بدا عليه الندم بعد ارتكاب الجريمة، لكنه فرّ هاربًا من موقع الحادث تاركًا صديقه يصارع الموت.
وبعد ساعات قليلة من البحث والتحري، تمكن ضباط مباحث مركز دمنهور من القبض على المتهم في أحد الأماكن القريبة من محل الواقعة، وبمواجهته اعترف تفصيليًا بارتكاب الجريمة، مؤكدًا أنه لم يكن ينوي قتل صديقه، لكن المشادة خرجت عن السيطرة بعد أن تبادلا السباب والاشتباك بالأيدي، فاستل السكين وطعنه عدة مرات.
تم ضبط السلاح المستخدم في الحادث، وتحريز الأدلة من موقع الجريمة، فيما تم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى دمنهور العام تحت تصرف النيابة العامة، التي أمرت بانتداب الطبيب الشرعي لتشريحها وبيان أسباب الوفاة بدقة.
وتكثف الأجهزة الأمنية من تحرياتها لكشف ملابسات الواقعة والوقوف على دوافعها الحقيقية، في الوقت الذي سادت فيه حالة من الصدمة والحزن بين أهالي المنطقة، الذين لم يصدقوا أن خلافًا بسيطًا يمكن أن يُنهي حياة شاب على يد أقرب أصدقائه.
