مصر تؤكد ريادتها الرقابية في مؤتمر الإنتوساي: نموذج تكاملي بين الحكومة والمحاسبة لتحقيق التنمية المستدامة

– 29 أكتوبر 2025
في افتتاح المؤتمر الدولي الخامس والعشرين للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة (مؤتمر الإنتوساي)، الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ، ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كلمة حملت رسائل واضحة حول موقع مصر الريادي في مجال العمل الرقابي، ودورها في دعم منظومة الشفافية والمحاسبة على المستوى الدولي.
مصر في قلب المنظومة الرقابية الدولية
استضافة مصر لهذا الحدث العالمي، الذي يُعد الأهم في مجال الرقابة المالية العامة، لم تكن مجرد تنظيم تقني، بل جاءت كترجمة فعلية لمكانة مصر المتقدمة في هذا المجال. فقد تسلمت مصر رسميًا رئاسة منظمة الإنتوساي، ممثلة في الجهاز المركزي للمحاسبات، في خطوة تعكس الثقة الدولية في كفاءة مؤسساتها الرقابية.
رسالة مصر: الرقابة شريك في التنمية
في كلمته، شدد رئيس الوزراء على أن مصر تضع كافة إمكانياتها وخبراتها الرقابية في خدمة المجتمع الدولي، انطلاقًا من إيمانها بأن العمل الرقابي ليس مجرد آلية للمراجعة، بل هو ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة. وأكد أن مصر قدمت دعمًا غير محدود لجهازها الأعلى للرقابة، وحرصت على تعزيز استقلاله الكامل، بما يضمن له أداء مهامه بكفاءة وحيادية.
تجربة مصرية فريدة: تكامل لا تصادم
أبرز ما جاء في الكلمة هو الإشارة إلى النموذج المصري في العلاقة بين الحكومة والأجهزة الرقابية، والذي يقوم على التكامل والثقة المتبادلة، وليس التصادم أو التنازع. هذا النموذج، بحسب مدبولي، أثمر عن نتائج ملموسة خلال أقل من عقد، حيث استطاعت الدولة تنفيذ مشروعات قومية ضخمة، مدعومة برقابة فعالة تضمن كفاءة الإنفاق وجودة التنفيذ.
إنجازات تؤكد نجاح النموذج
من أبرز ثمار هذا التكامل بين الأداء الحكومي والممارسة الرقابية، أشار رئيس الوزراء إلى مجموعة من الإنجازات القومية التي تحققت خلال السنوات الأخيرة، ومنها: إنشاء مدن ذكية، وعلى رأسها العاصمة الإدارية الجديدة، كمثال على التخطيط الحضري الحديث. إعادة بناء شبكة الطرق والأنفاق، بما يعزز البنية التحتية ويربط أطراف الدولة. إطلاق مبادرة “حياة كريمة”، التي تُعد أكبر مشروع تنموي في العالم، يستهدف تحسين حياة ملايين المواطنين في الريف. بناء منظومة اجتماعية وصحية شاملة، عبر برامج مثل “تكافل وكرامة” و”100 مليون صحة”، التي تعكس التزام الدولة بالعدالة الاجتماعية.
خلاصة تحليلية
كلمة رئيس الوزراء في مؤتمر الإنتوساي لم تكن مجرد عرض لإنجازات، بل كانت إعلانًا سياسيًا وفنيًا عن فلسفة الدولة المصرية في إدارة العلاقة بين الرقابة والتنفيذ. فبدلًا من اعتبار الرقابة عائقًا، تم تحويلها إلى شريك استراتيجي في التنمية، وهو ما يضع مصر في موقع متقدم عالميًا في هذا المجال. هذا النموذج المصري، الذي يجمع بين الاستقلال الرقابي والتكامل المؤسسي، يقدم تجربة قابلة للتكرار في دول أخرى، ويعزز من دور الأجهزة الرقابية كأدوات فاعلة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وليس فقط في كشف المخالفات. مصر، من خلال هذا المؤتمر، لم تكتف بعرض تجربتها، بل أعلنت استعدادها لنقل خبراتها إلى الدول الأخرى، وتقديم الدعم الفني والتدريبي، بما يعزز من قدرة المجتمع الدولي على بناء أنظمة رقابية قوية وفعالة.
الدليل نيوز عشان البلد والناس
لتبقى على اطلاع دائم بآخر المستجدات والتطورات في جميع المجالات، ندعوك للانضمام إلى مجتمعنا.




