تحقيقات و ملفاتسلايدر

من مزلقان الجوسق إلى بلبيس.. حفريات الغاز تفتح طريقًا للموت!

بعد أعمال الغاز.. من يعيد الطريق إلى أصله؟

بقلم: منصور عبد المنعم

منذ أكثر من عام ، نفذة شركة الغاز أعمال الحفر على طريق بلبيس – منيا القمح، ذلك الشريان الحيوي الذي يربط بين مئات القرى وعشرات القرى التابعة للمركزين.
لكن ما كان يفترض أن يكون مشروعًا خَدَميًا لتحسين حياة المواطنين، تحوّل إلى كابوسٍ يومي بعد أن تركت الحفريات أثرًا بالغًا على الطريق، حتى صار السير عليه مغامرة محفوفة بالمطبات والحفر.

طريق فقد ثلث مساحته

على امتداد ثلاث كيلومترات تقريبًا، من مزلقان قرية الجوسق وحتى مدخل مدينة بلبيس، يمكن للمار أن يلحظ بوضوح أن الطريق فقد ما يقرب من ثلث مساحته الصالحة للسير، بسبب الحفر التي أجرتها شركة الغاز ثم أعادت ردمها برداءة، دون رصفٍ محكم أو متابعة هندسية دقيقة.
السيارات الخاصة والنقل العام تسير الآن على نصف الطريق تقريبًا، في مشهدٍ يعكس غياب التنسيق والمسؤولية.

يقول محمد عبد الجليل، سائق ميكروباص على الخط:

“الطريق بقى خطر جدًا.. بنعدّي بالعافية من الحفر، والعربيات بتتكسر كل يوم، والناس مش عارفة تشتكي لمين!”

طريق يحصد الأرواح كل يوم

لم يعد الخطر مقتصرًا على تلف السيارات أو تعطل الحركة، بل تحوّل الطريق إلى مصيدة حقيقية للأرواح.
فكل يوم تقريبًا، يشهد المقطع الواقع بين الجوسق وبلبيس حادثًا جديدًا يسقط فيه ضحايا ما بين قتلى ومصابين، بسبب ضيق الطريق وتآكل أطرافه وعدم وضوح معالمه ليلًا.

يقول أحد أهالي المنطقة:

“الحوادث بقت يومية.. مرة توك توك داخل في عربية، ومرة موتوسيكل اتقلب في الحفرة، ومفيش حد بيحاسب.”

ويؤكد سكان القرى الواقعة على جانبي الطريق أن تلك الثلاثة كيلومترات الصغيرة صارت الأخطر في المحافظة، بعدما تحولت الحفريات إلى فخاخ قاتلة، لا سيما مع غياب الإنارة والتحذيرات المرورية.

مشهد يعيد السؤال: أين المحافظة؟

يؤكد الأهالي أن دور المحافظة في ردّ الشيء إلى أصله غائب حتى الآن، رغم الشكاوى المتكررة.
فبعد أن انتهت الشركة من مدّ خطوط الغاز، تركت خلفها طريقًا شبه مدمّر، بينما لم تبدأ أجهزة المحافظة في إعادة الرصف أو الترميم.

مسؤولية رئيس المدينة

يتساءل المواطنون عن دور رئيس مجلس مدينة بلبيس، الذي يفترض أن يتابع تنفيذ أعمال الحفر والتأكد من إعادة رصف الطريق بشكل سليم بعد انتهاء المشروعات الخدمية.
فالقانون واضح في هذا الشأن: كل جهة تنفذ أعمال حفر ملزمة برد الشيء إلى أصله خلال مدة محددة وبإشراف الوحدة المحلية.
لكن الواقع يثبت أن المتابعة ضعيفة، والرقابة غائبة، والضرر باقٍ.

صوت الناس أولاً

في كل صباح، يبدأ الآلاف رحلتهم اليومية من ، وسط الغبار والحفر، محاولين النجاة من مطب أو حفرة قد تكلفهم حادثًا أو أعطالًا متكررة.
ويظل السؤال الذي يتردد على ألسنة الجميع:

“هل تنتظر المحافظة وقوع كارثة  أخري حتى تتحرك؟ أم أن صيانة الطرق لا تبدأ إلا بعد نزيف الأرواح ؟”

نداء إلى المسؤولين

إنّ أهالي قرى بلبيس ، يناشدون المهندس حازم الاشموني محافظ الشرقية، واللواء/ أحمد شاكر رئيس مجلس مدينة بلبيس، بالتدخل العاجل لإصلاح الطريق، ومتابعة الشركة المنفذة لأعمال الغاز لإعادة الشيء إلى أصله طبقًا للعقود الموقعة معها.
فالأمر لم يعد يحتمل التأجيل، والضحايا يتساقطون كل يوم على طريق لا يتجاوز ثلاثة كيلومترات، لكنه اختصر المسافة بين الإهمال والمأساة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights