تحقيقات و ملفاتسلايدر

ميت حبيب.. قرية تختنق بمياه الصرف الصحي!

 

إعداد : منصور عبد المنعم

بين الإهمال والمسؤولية الضائعة.. الأهالي يصرخون: «صحتنا في خطر

على بعد كيلومترات قليلة من مركز بلبيس، تقف قرية ميت حبيب نموذجًا صارخًا لمعاناة الريف المصري مع البنية التحتية المنهارة.
هنا، لم تعد الشوارع تُغلق فقط بالمطر، بل أصبحت تُغرقها مياه الصرف الصحي التي طفحت من الشبكات المتهالكة، لتتحول حياة الأهالي إلى كابوس يومي.

 مأساة تتكرر كل صباح

في جولة قصيرة داخل القرية، لا يحتاج الزائر إلى كثير من الجهد ليكتشف حجم الكارثة.
المياه الملوثة تجري أمام البيوت، وتغمر مداخل المحال التجارية، فيما يتنفس الأطفال روائح خانقة تملأ الأجواء.
يقول الحاج حسن سليمان ، أحد كبار القرية:

“بقينا نصحى على ريحة المجاري وننام على صوت العربيات اللي بتحاول تعدي من وسط الميه… مفيش شارع سليم ولا رصيف نضيف.”

 بين السوق والمدرسة.. خطر يهدد الجميع

المشكلة لا تقف عند حدود المنازل، بل تمتد إلى قلب الحياة اليومية.
أمام سوق القرية الذي يُعد شريانًا رئيسيًا للتجارة، تمتزج مياه الصرف ببقايا الخضروات والقمامة، في مشهد يهدد صحة المترددين عليه.

يقول أحد الأهالي:

“الأطفال بيمشوا وسط الميه دي كل صباح، شنطهم بتتبل، وجزمهم بتغوص في الطين. بنخاف عليهم يقعوا أو يعيوا.”

الأمهات يحكين بمرارة كيف يضطر أبناؤهن إلى السير بحذر بين البرك الملوثة للوصول إلى الفصول. المشهد مؤلم: طلاب يحملون كتبهم على رؤوسهم كي لا تتبلل، بينما تختلط خطواتهم بالمجارى ومياه الصرف!

 مسؤولية من؟

أهالي ميت حبيب يؤكدون أن المشكلة ليست جديدة، وأنهم طرقوا كل الأبواب.
يقول  أحمد علي سليمان أحد شباب القرية :

“قدمنا شكاوى كثيرة ، لكن مفيش رد فعلي حقيقي. بيجوا يشوفوا، يصوروا، ويمشوا… وبعد كام يوم الوضع بيرجع أسوأ.”

ويرى بعض الأهالي أن السبب في الأزمة يعود إلى تهالك خطوط الصرف القديمة، وعدم تطويرها منذ سنوات، رغم الزيادة السكانية الكبيرة بالقرية.

 معاناة لا تُحتمل

تقول أم خالد، وهي ربة منزل:

“إحنا مش طالبين أكتر من إننا نعيش في بيئة آدمية، الميه دي مليانة ميكروبات، وأطفالنا كل شوية عيانة من البرد والتهابات الصدر.”

أما الشباب، فقد أطلقوا على مواقع التواصل حملة بعنوان #ميت_حبيب_تغرق، مطالبين بسرعة التحرك وإنقاذ قريتهم قبل وقوع كارثة بيئية وصحية.

    ردود رسمية غائبة

حتى لحظة إعداد هذا التحقيق، لم يصدر أي تصريح رسمي من الجهات المسؤولة، رغم تكرار الشكاوى، ما أثار حالة من الغضب بين المواطنين الذين يرون أن تجاهل الأزمة نوع من الإهمال المتعمد

أمل في تحرك عاجل

لكن ما يميز هذه القرية أن أهلها لم يفقدوا الأمل، فهم ما زالوا يؤمنون بأن صوتهم سيصل، وأن يوماً ما ستجف هذه المياه التي تُغرق أحلامهم قبل شوارعهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights