هل تعمد الهرب؟ نتنياهو يغادر جلسة محاكمته بعد تدهور حالته الصحية

أعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعاني من التهاب في القصبة الهوائية، بناءً على تشخيص طبي حديث، وأن الأطباء نصحوه بالحصول على فترة راحة مؤقتة وتجنب العمل لساعات طويلة حتى تتحسن حالته الصحية.

وجاء هذا الإعلان عقب ظهور نتنياهو في محكمة تل أبيب الجزئية، حيث يخضع للاستجواب ضمن جلسات محاكمته المستمرة في قضايا فساد مالي وإداري، تتعلق بتلقيه هدايا فاخرة ومحاولته التأثير على وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وخلال الجلسة، اشتكى نتنياهو، البالغ من العمر 75 عامًا، من السعال والزكام، وطلب من القضاة إنهاء الجلسة مبكرًا بسبب شعوره بالإرهاق، وهو ما وافق عليه القضاة بعد مشاورات قصيرة.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام المحكمة أن حالته الصحية “لا تتحسن”، مشيرًا إلى أن طبيبه الشخصي نصحه بتقليل ساعات العمل والتوقف مؤقتًا عن النشاطات الرسمية.

وتأتي هذه التطورات في وقت حساس سياسيًا بالنسبة لنتنياهو، إذ يتزامن مثوله أمام المحكمة مع ملف إعادة الرهائن الإسرائيليين الذين كانت تحتجزهم حركة حماس، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة أميركية، قادها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

وفي تصريح مثير للجدل، كان ترامب قد اقترح قبل أيام العفو عن نتنياهو، في خطوة فُسرت على أنها محاولة لإنهاء سلسلة القضايا التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي منذ سنوات، والتي ينفي بدوره جميع التهم فيها، معتبرًا أنه ضحية “مؤامرة سياسية” تستهدف الإطاحة به من الحكم.

وتتضمن القضايا المرفوعة ضد نتنياهو عدة اتهامات بارزة، من بينها تلقيه هو وزوجته سارة هدايا فاخرة تتجاوز قيمتها 260 ألف دولار أميركي، تشمل زجاجات شمبانيا فاخرة وسيجارًا ومجوهرات، من رجال أعمال مقابل خدمات سياسية.

كما يواجه اتهامات في قضيتين أخريين بمحاولة تأمين تغطية إعلامية إيجابية في مؤسسات إعلامية إسرائيلية مقابل تسهيلات وتشريعات حكومية.

ويخوض نتنياهو هذه المحاكمات في ظل استمرار الجدل الداخلي حول مشروع الإصلاح القضائي الذي طرحه خلال ولايته الحالية، والتي بدأت في أواخر عام 2022، حيث يرى معارضوه أن تلك الإصلاحات تهدف إلى إضعاف استقلال القضاء، بينما يصفها أنصاره بأنها محاولة لتصحيح توازن السلطات داخل الدولة العبرية.

ويرى مراقبون أن الوضع الصحي الحالي لنتنياهو، إلى جانب أزماته السياسية والقضائية، قد يلقي بظلاله على مستقبل حكومته التي تواجه تحديات داخلية وخارجية متزايدة.

تابعنا علي واتس اب

تابعنا علي يوتيوب

تابعنا علي فيسبوك