الانتخابات .. الأزمة الأبدية!

بقلم: وجيه الصقار
ملاحظات على الانتخابات البرلمانية، نرى منها فرض القائمة التي تحتوي نصف المرشحين دون بديل، لا يعرف المواطن أي شخص فيها، وهو ملزم بالموافقة عليها، لأن رفضها يعني سقوط صوته، فالقائمة مختارة مضمونة النجاح، تحت أقوال عن تبرعات بالملايين لشراء الكرسي، وبالتالي غابت المنافسة الحقيقية.
فضلاً عن أن نظام الفردي شابته مشكلة شراء الأصوات وتوزيع الكراتين، مع ظاهرة المساومات مع الفقراء والمعدمين، كما تابعها المواطنون على أبواب اللجان. وظهرت مظاهر مؤلمة بدخول مصابين ومرضى ومشلولين لأخذ اللقطة الانتخابية، بينما غابت لقطة العروسين التي كانت رمزاً للبهجة في الدورات السابقة.
ولا يخفى على المواطن أن هذه التصرفات أصبحت طرقاً بدائية قديمة لا تنطلي على أحد في ظل انتشار الوعي. كما لوحظ شعار أحزاب الموالاة التابعة للدولة، التي نطالب بحلها لأنها بذلك لا تكون أحزاباً، فالمفترض أن تعمل الأحزاب في صف المعارضة. الموالاة بهذا الشكل تعد انتكاسة حقيقية، تجعل المنافسة الفعلية محدودة.
ولم نقرأ عن برامج انتخابية واضحة تتحدث عن مصالح المواطن أو حلول مشكلات الوطن، لأن البعض ضمن النجاح قبل خوض الانتخابات. فضلاً عن استبعاد مرشحين منافسين بمسميات مختلفة، رغم أنهم لا يمثلون خطراً على المجلس، بل العكس، فلا قيمة لمجلس بلا معارضة ساخنة تدفع الجهود الوطنية، وتجدد الدماء والطموح، وتدافع عن مصالح البلد.
إن غياب المعارضة الفعالة يعني غياب الشفافية والرأي الحر في العملية الانتخابية، ولذلك يعتقد المواطن بأن النتائج محسومة مسبقاً، مما يؤدي إلى تراجع دور البرلمان في محاسبة الحكومة واستجواب الوزراء، ويمنح المواطن انطباعاً بأن مشاركته بلا جدوى.
يضاف إلى ذلك إجبار بعض العاملين على المشاركة في الانتخابات وتهديدهم بالعقاب عند الغياب، مما يصادر إرادة المشاركة الحرة.
وفي النهاية، نحتاج في المراحل القادمة إلى إلغاء هذه الظواهر السلبية لتحقيق الهدف الأسمى: نجاح الحياة البرلمانية والتنمية الحقيقية، والمحاسبة بلا مجاملات أو مطامع في السلطة.
ربنا يهدي الجميع.

