
كتب د. عبد الرحيم ريحان
جسّدت احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير الهوية المصرية فى أبهى صورها حيث بدأت بعزف أوركسترا بالمقطوعة الخالدة “أنا المصري” من ألحان سيد درويش وتوزيع المايسترو ناير ناجي، لتكون النغمة الافتتاحية التي تعلن بدء الحدث الثقافي الأهم في تاريخ مصر الحديث.
كلمة الرئيس السيسى
حملت كلمة الرئيس السيسى عدة دلالات حضارية وإنسانية حيث دعى فخامة الرئيس الحضور أن يجعلوا المتحف “منارة للحياة ومركزاً يبرز رسالة مصر في نشر السلام والتواصل بين الشعوب” مؤكدًا أن مصر أقدم دولة عرفها التاريخ.. حيث خطت الحضارة أول حروفها، وشهدت الدنيا ميلاد الفن والفكر والكتابة والعقيدة”. ومن ضفاف النيل انطلقت أنوار الحكمة لتضيء طريق الحضارة والتقدم الإنساني، معلنة أن صروح الحضارة تُبنى في أوقات السلام، وتزدهر بروح التعاون بين الشعوب”. وأن المتحف شهادة حية على عبقرية الإنسان المصري وصورة مجسمة لمسيرة شعبٍ سكن أرض النيل منذ فجر التاريخ، فكان وما زال صانعاً للمجد ورسولاً للسلام”. وأشاد بالتعاون الدولي الذي ساهم في إنشاء المتحف مشيدًا بالدعم الكبير الذي قدمته دولة اليابان الصديقة خلال مراحل التنفيذ.
هوية مصر
عرضت الاحتفالية هوية مصر من خلال ملامح تاريخها عبر العصور منذ عصور ما قبل التاريخ إلى عصر ما قبل الأسرات إلى عصر الأسرات الدولة القديمة والوسطى والحديثة إلى العصرين اليونانى والرومانى إلى المسيحية ثم الإسلام وتاريخ مصر الحديث والمعاصر وعرضت آثار من كل فترة عن طريق المسرح بجدار متحرك مدعوم بـ 13 وحدة هيدروليكية يتحرك بانسيابية لتتحول الفقرة الفنية إلى لحظة الخطاب الرسمي.
قاد المايسترو المصرى ناير ناجى الأوركسترا الموسيقية التى ضمت أكثر من 120 موسيقى وفنان من 79 دولة ليكون الحفل رسالة سلام وتناغم من مصر إلى شعوب العالم، وشارك الموسيقى المصرى هشام نزيه بمقطوعات موسيقية حصرية. تألقت السوبرانو شيرين أحمد طارق ابنة الإسكندرية التى قدمت دور البطولة على مسرح برودواي الشهير في نيويورك. وقدمت أكثر من فقرة فنية مميزة شارك فيها عدد كبير من النجوم بينهم: شريهان، منى زكي، كريم عبدالعزيز، وأحمد مالك.
السوبرانو والطفل
حوار مبدع بين السوبرانو فاطمة سعيد والطفل آسر حيث أبدى دهشته قائلاً: “أول مرة أشوفه من هنا.. بس هما بنوا كل ده إزاي؟” لتجيبه السوبرانو قائلة: “حضارتنا كلها أسرار مش بس الأهرامات، شايف المسلة دي؟ دي مسلة الملك رمسيس الثاني، أعظم ملوك مصر، وهي المسلة الوحيدة المعلقة في العالم”. وعندما سأل الطفل: “هما جابوها هنا إزاي؟” أوضحت: “كل مسلات مصر القديمة اتحنتت من قطعة جرانيت واحدة… وكثير منها دلوقتي في أشهر ميادين العالم”. واختتمت حديثها معه برسالة ملهمة قائلة: “ادخل المتحف.. ادخل من بوابة التاريخ عشان تعرف كل الأسرار.” ودخل بالفعل الدرج العظيم وبه 87 قطعة تجسّد الهيئة الملكية للملوك وعناصر معمارية وتوابيت ولوحات جنائزية.
مقتنيات توت عنخ آمون
تم الإشارة إلى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون فى الحفل ويضم المتحف قاعتين مساحة كل قاعة 7 آلاف متر مربع مخصصة لمجموعته تعرض لأول مرة كاملة وتضم 5952 قطعة. وتكمن أهمية كنوز توت عنخ آمون في كونها أكمل كنز ملكي عُثر عليه ولا نظير له، وتمثل مجموعة تحف صنعت بمهارة في أزهى عصور الدولة الحديثة. ومنها قناع توت عنخ آمون أهم وأعظم وأثمن قطعة أثرية فى العالم. سيدخل المتحف المصرى الكبير مجموعة غينيس كأكبر متحف فى العالم خلال شهور.
“بلد الفن فيها متأصل”
في مشهد أبهر كل الحضور، أضاء المتحف أنواره عاكسًا على سماء الأهرامات قطعًا أثرية نادرة وألعابًا نارية وترانيم مصرية قديمة. وتألقت النجمة شيريهان قائلة: “مصرية أنا وأفتخر بانتمائي لأقدم شعب، وأول حضارة… محظوظ من يولد في بلد الفن فيها متأصل ومنحوت على الجدران منذ آلاف السنين”.
الدليل نيوز عشان البلد والناس
لتبقى على اطلاع دائم بآخر المستجدات والتطورات في جميع المجالات، ندعوك للانضمام إلى مجتمعنا.




