
بقلم: منصور عبد المنعم
جاء تصريح الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخير بشأن انتخابات مجلس النواب ليضع حدًّا لحالة الجدل التي تصاعدت في بعض الدوائر الانتخابية، ويمنح المواطنين شعوراً واضحاً بأن صوتهم ما زال محل احترام ورقابة، وأن الدولة لا تتسامح مع أي تجاوز يمسّ الإرادة الشعبية.
لم يكن بيان الرئيس مجرد تعليق سياسي؛ بل كان بمثابة رسالة طمأنة وإعادة ضبط لمسار العملية الانتخابية، ورسالة شديدة اللهجة في الوقت نفسه لمن يظنون أن المشهد يمكن التلاعب به أو حرف مساره.
أولاً: قراءة في مضمون التصريح
منذ السطور الأولى لبيان الرئيس بدا واضحاً أنه يتابع التفاصيل بدقة، وأنه مطّلع على ما جرى في بعض الدوائر الفردية من تنافس محتدم وشكاوى وطعون.
ورغم أن القانون يُسند الاختصاص الكامل للهيئة الوطنية للانتخابات، فإن الرئيس شدد على نقطتين محوريتين:
ضرورة الفحص الكامل والدقيق لكل الأحداث والطعون المقدمة.
عدم التردد في إعادة الانتخابات في أي دائرة يثبت أنها شهدت ما يخلّ بالعملية الانتخابية.
ثانيا : هذه الرسالة تحمل دلالة مهمة:
الرئيس يؤكد أن النزاهة لا تُقاس بمجرد إعلان نتائج، وإنما بضمان أن كل صوت أُدرج في مكانه الصحيح، وأن كل مرشح حصل على ما يستحقه من واقع صناديق الاقتراع وليس من خلف الكواليس.
ثانياً: انعكاس التصريح على الشارع المصري
خلال الساعات التالية لصدور بيان الرئيس، تفاعل الشارع بصورة واسعة، وظهرت اتجاهات واضحة يمكن رصدها:
- ارتياح كبير لدى المواطنين
كثير من الأهالي – خاصة في الدوائر التي شهدت جدلاً – شعروا بأن صوتهم لم يُهمل، وأن الدولة تفتح الباب لمراجعة ما جرى بشفافية.
هذا الارتياح لم يكن مجرد رد فعل، بل شعور حقيقي بأن النظام السياسي مستعد لمساءلة نفسه قبل أن يُسائل الآخر.
2. دعم المرشحين الشاكين
المرشحون الذين تقدموا بطعون أو أرسلوا شكاوى شعروا أن صوتهم وصل لأعلى مستوى في الدولة، وأن وجودهم في السباق الانتخابي ليس مجرد رقم بل قيمة تستحق الفحص والإنصاف.
3. رسالة ردع لمن تجاوز
هناك شريحة واسعة قرأت التصريح على أنه إنذار شديد لأي محاولة للضغط أو شراء الأصوات أو التأثير على اللجان.
الرسالة واضحة: “الانتخابات ليست ساحة عبث… والدولة ترى كل شيء”.
4. نقاشات موسّعة على السوشيال ميديا
تنوعت التعليقات بين من يرى أن ما حدث خطوة مهمة نحو الإصلاح السياسي، ومن يطالب بمراجعة كل الدوائر بلا استثناء، ومن يرى أن الشفافية التي أكد عليها الرئيس يجب أن تكون منهجاً ثابتاً في كل الجولات الانتخابية القادمة.
ثالثاً: لماذا كان هذا التصريح مهماً في هذا التوقيت؟
التوقيت لم يكن عابراً؛ فقد جاء في لحظة حساسة بدأ فيها الشارع يتساءل عن سبب تأخر إعلان نتائج بعض الدوائر أو كثرة الطعون.
وجود رئيس الجمهورية في المشهد بهذه الصيغة أعاد الثقة وقطع الطريق أمام أي محاولة لتضليل الرأي العام.
رابعاً: المستقبل بعد هذا البيان
من المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة:
قرارات حاسمة من الهيئة الوطنية للانتخابات.
إعلان نتائج مراجعات الأصوات بالدقة التي دعا إليها الرئيس.
وربما – إذا لزم الأمر – إعادة انتخابات في دوائر معينة، وهو ما سيؤكد أن ما قاله الرئيس لم يكن مجرد كلام بل توجيه ملزم.
بيان الرئيس السيسي أعاد رسم المشهد الانتخابي من جديد.
فهو من ناحية أكد احترام الدولة لإرادة الناخب، ومن ناحية أخرى وجّه رسالة شديدة الوضوح بأن الديمقراطية لا تُدار بالعواطف بل بالقانون، وأن كرامة صوت المواطن فوق كل اعتبار.
إن ما يهم الشارع اليوم هو أن يرى نتائج هذا البيان في الواقع…
وأن يشعر كل مواطن أن صوته لا يمكن أن يسقط إلا إذا أسقطه هو بنفسه.
تحيا مصر… وتحيا إرادة شعبها.



