
من البيت الأبيض إلى شوارع نيويورك، يبدو أن هناك قاعدة جديدة تحكم اللعبة السياسية؛ إنها “الكاريزما”. فبعد فوز دونالد ترامب الساحق رغم كل الجدل، تتكرر الظاهرة مع السياسي الصاعد زهران ممداني، مما يطرح سؤالاً جوهرياً: هل دخلنا عصر القائد الفرد الذي يتفوق بسحره الشخصي على الأيديولوجيا والأحزاب؟
ترامب نموذجاً.. كيف تنتصر الكاريزما على Controversies؟
رغم الملاحقات القانونية والجدل الإعلامي، الذي وصل إلى حد اتهام مؤسسات كبرى مثل “بي بي سي” بفبركة خطاباته، تمكن دونالد ترامب من تحقيق فوز رئاسي. السر لا يكمن فقط في ضعف منافسته، بل في كاريزما خاصة به تجاوزت الانتماء الحزبي. لقد صوت له الملايين ليس لكونه جمهورياً، بل لأنه “دونالد ترامب”، الشخصية التي خلقت حالة من الانبهار جعلت أنصاره يتغاضون عن أي تفاصيل أو اتهامات.
ظاهرة ممداني.. “الخلطة السحرية” التي تخاطب المزاج العام
بعد عام من فوز ترامب، يتكرر المشهد في نيويورك مع زهران ممداني. هذا السياسي، الذي يوصف باليساري، يقدم تركيبة فريدة تجذب الكثيرين: مسلم من أصول هندية، ولد في أوغندا، وعاش في جنوب إفريقيا قبل أن يصبح أمريكياً خالصاً في فكره. هو مسلم يدافع بقوة عن حقوق “المثليين”، وينتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو دون أن يمس ثوابت السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل. هذه “الخلطة” الذكية تخاطب المزاج العام لليسار الأمريكي، وتحرره من عقدة “الإسلاموفوبيا” دون أن تتحدى قيمه الأساسية.
خطر الكاريزما.. حين يتحول “الانطباع” إلى اختيار سياسي
إن صعود شخصيات مثل ترامب وممداني يكشف عن تحول خطير في السياسة، حيث يصبح “الانطباع” أهم من “الاقتناع”. الكاريزما تخلق حالة شعورية من الانبهار ترفض النقاش العقلاني، وتجعل المواقف قابلة للتبدل السريع من الحب الطاغي إلى الكراهية الحادة، كما حدث مع كثير من رجال ترامب الذين انقلبوا عليه لاحقًا. هذا الاعتماد على الفرد يعني تراجعاً لقوة الأحزاب والمؤسسات، وعودة إلى فكرة “المستبد العادل” الذي يحكم بسحره الشخصي لا ببرنامج مؤسسي واضح، وهو ما يمثل تحدياً كبيراً للديمقراطيات الحديثة.
الدليل نيوز عشان البلد والناس
لتبقى على اطلاع دائم بآخر المستجدات والتطورات في جميع المجالات، ندعوك للانضمام إلى مجتمعنا.
انضم إلى مجتمع الدليل نيوز
استكشف أقسامنا الرئيسية:
أخبار الرياضة • أخبار الاقتصاد • الأخبار العاجلة



