
بقلم/ كريم محمد – 2025/11/19
شهدت منطقة الضبعة صباح اليوم مراسم صب الخرسانة الأولى لقاعدة الوحدة الرابعة والأخيرة بمحطة الضبعة للطاقة النووية، بحضور عدد من كبار المسؤولين المصريين وممثلي الشركة الروسية المنفذة “روساتوم”، وبمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين عبر تقنية الفيديو كونفرانس. وصف الرئيس السيسي الحدث بأنه تحقيق “حلم مصر النووي” وتحول المشروع إلى واقع ملموس.
أفاد مصدر مسؤول بموقع الاحتفالية أن مراسم الصب حضرتها الفرق الفنية المصرية والروسية، وتمت وفق إجراءات هندسية دقيقة بعد الانتهاء من أعمال القاعدة التحضيرية. وأكد المسؤول أن عملية الصب تمثل استكمالًا للمرحلة الإنشائية الأساسية في المحطة وتُعدّ علامة فارقة في جدول تنفيذ المشروع.
في كلمة مقتضبة من موقع الحدث، قال الرئيس السيسي: “بسم الله الرحمن الرحيم — وبعون الله سنبدأ بتدشين هيكل الوحدة الرابعة في محطة الضبعة”، وأضاف أن المشروع يهدف إلى تأمين احتياجات مصر من الطاقة النظيفة ودعم مسيرة التنمية المستدامة. من جهته، أثنى ممثلو “روساتوم” على مستوى التنسيق والتعاون الفني بين الخبرات الروسية والمصرية، مؤكدين الاستمرار في تنفيذ المراحل المتبقية وفق أعلى معايير السلامة.
يذكر أن محطة الضبعة تتألف من أربعة مفاعلات، وتُخطط لإضافة نحو 4800 ميجاوات إلى الشبكة القومية عند اكتمالها. وقد شملت مراحل المشروع حتى الآن الأعمال التحضيرية، نقل المعدات الأساسية، وإنشاء البنى التحتية المصاحبة. وتعمل السلطات على برامج تدريب وتأهيل للأطقم المصرية لضمان توطين التشغيل والصيانة.
وأكد مسؤول حكومي أن الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الروسي تضمنت ترتيبات تمويلية ميسّرة تغطي جزءًا كبيرًا من تكلفة الإنشاء، مع جدول سداد ممتد يتناسب وطبيعة الأصول طويلة العمر. كما أشار إلى التزام الطرفين بتطبيق معايير الوِقاية والأمان النووي التي تطبقها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
أُختتمت الفعالية بتوقيع بروتوكولات فنية وتنظيمية تتعلق بمتابعة الجودة والحوكمة، وأكد الحاضرون على مواصلة التعاون لإتمام المشروع. المحلّلون يرون أن اكتمال الوحدات سيسهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتنويع مزيج الطاقة الوطني، مع آثار متوقعة على قطاعات الصناعة والتحلية والبحث العلمي.
المزيد: قسم الاقتصاد – الدليل نيوز | قسم السياسة – الدليل نيوز



