دنيا ودين

تصريحات مصطفى حسني حول الإعجاز العلمي وضوابط تفسير القرآن بالنظريات العلمية

هل يجوز تفسير القرآن بالنظريات العلمية؟ مصطفى حسني يوضح الضوابط

كتب/ كريم محمد

رأي الداعية مصطفى حسني

يظل القرآن الكريم كلام الله المطلق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، بينما يبقى العلم البشري نتاجاً للتجربة والملاحظة، يتغير ويتطور مع الزمن. هذا التباين بين الثبات الإلهي والتغير الإنساني يثير سؤالاً متكرراً بين الشباب والمثقفين: هل يجوز تفسير القرآن بالنظريات العلمية الحديثة؟ سؤال يحمل في طياته تحدياً فكرياً ودينياً يحتاج إلى ضبط وحكمة في الإجابة.

أوضح الداعية مصطفى حسني أن ربط آيات القرآن بالنظريات العلمية قد يحمل خطورة كبيرة إذا لم يكن منضبطاً. فالنظرية العلمية قد تتغير أو تُنقض غداً، بينما القرآن ثابت لا يتغير. لذلك حذر من ليّ أعناق النصوص لتوافق كل اكتشاف جديد، مؤكداً أن التدبر في القرآن يجب أن ينطلق من مقاصده الكبرى ككتاب هداية ومنهج حياة، لا ككتاب فيزياء أو كيمياء.

الفرق بين النظرية والحقيقة

شدد حسني على ضرورة التمييز بين الحقيقة العلمية القطعية مثل دوران الأرض أو تكوين الإنسان، وبين النظريات الظنية التي قد تتغير مع الزمن. يجوز الاستئناس بالحقائق العلمية القطعية لتدبر قدرة الله وعظمته، لكن لا يجوز ربط القرآن بنظرية قد يثبت خطؤها لاحقاً، لأن ذلك قد يؤدي إلى اهتزاز إيمان البعض إذا سقطت النظرية.

خطورة الإعجاز العلمي غير المنضبط

أوضح أن الإفراط في ربط القرآن بالاكتشافات العلمية قد يؤدي إلى نتائج عكسية، فإذا انهارت النظرية العلمية التي ربطناها بالآية، قد يظن البعض أن القرآن نفسه قد اهتز، وهو ما يمثل خطراً على العقيدة. لذلك يجب أن يكون التعامل مع الإشارات الكونية في القرآن بحذر، مع التأكيد أن الغرض الأساسي للقرآن هو الهداية والتزكية.

مصطفى حسني, تفسير القرآن, الإعجاز العلمي في القرآن, النظريات العلمية والقرآن, تدبر القرآن, فتاوى معاصرة, العلم والدين, الإسلام والعلم, الدليل نيوز, كريم محمد

الغرض من القرآن

القرآن الكريم كتاب هداية ومنهج حياة، يوجه الإنسان إلى عبادة الله وإعمار الأرض، وليس كتاباً مدرسياً في العلوم الطبيعية. صحيح أنه يحتوي على إشارات كونية مبهرة، لكنها جاءت لتأكيد قدرة الله وعظمته، لا لتكون مادة للجدل العلمي المتغير. لذلك يجب أن يبقى القرآن في مكانته العليا كمرجع روحي وأخلاقي، بعيداً عن ربطه بكل نظرية جديدة.

نصيحة للشباب

دعا مصطفى حسني الشباب إلى التدبر في القرآن الكريم والبحث عن معانيه الروحية والإنسانية، وعدم الانبهار بربطه قسراً بكل اكتشاف علمي جديد. فالإيمان لا يقوم على النظريات، بل على اليقين بالله ورسالاته. ومن المهم أن يدرك الشباب أن القرآن كتاب هداية، وأن العلم مهما تطور سيظل محدوداً أمام كلام الله المطلق.
للاطلاع على مقالات مشابهة: الرئيس السيسي يكرم الفائزين بمسابقة القرآن العالمية في ليلة القدر

قضية الإعجاز العلمي في القرآن ستظل مثار جدل بين العلماء والدعاة والمثقفين، لكن ما أجمع عليه العقلاء أن القرآن كتاب هداية لا يرتبط بالنظريات المتغيرة. تصريحات الداعية مصطفى حسني جاءت لتضع ضوابط واضحة أمام الشباب والمثقفين، وتؤكد أن التدبر في القرآن يجب أن يكون في إطار مقاصده الكبرى.
للاطلاع على المرجع الخارجي: الموقع الرسمي للأزهر الشريف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights