مقالات

تمساح الزوامل بالشرقية.. قصة “مشهد سينمائي” جمع بين الارتباك الرسمي وسخرية الأهالي

بقلم/ سامح المغازي

تمساح الزوامل في واقعة بدت أقرب إلى مشهد سينمائي منها إلى حادث بيئي، أثار مقطع فيديو قصير لتمساح صغير يسبح داخل أحد المصارف بعزبة السدرة التابعة لقرية الزوامل بمركز بلبيس، محافظة الشرقية، ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. لحظات قليلة من الفيديو كانت كافية لإشعال موجة تفاعل هائلة دفعت الجهات التنفيذية للتحرك سريعًا، قبل أن يتحول البلاغ إلى حالة من الارتباك بسبب  تعدد الجهات المعنية وتداخل اختصاصاتها.

تحركات رسمية وارتباك ميداني

ووصل إلى موقع البلاغ فريق متخصص من وحدة صيد التماسيح بمحميات أسوان لدعم عمليات التمشيط، بالتزامن مع استعانة الأجهزة المحلية بمجموعة من الصيادين بقيادة شيخ الصيادين الحاج عبد الفتاح، الذي نصب الشباك والحواجز على امتداد المصرف في محاولة لمحاصرة التمساح. لكن غياب غرفة عمليات موحدة أدى إلى تكرار المهام بين الفرق المختلفة، ما أطال زمن البحث وأبطأ وتيرة الاستجابة.

وتصاعدت حالة الارتباك بعد استخدام ونش كهربائي لرفع أجزاء من المصرف، الأمر الذي أثار مخاوف الأهالي من دفع الزواحف إن وُجدت إلى الهرب لمسافات أبعد. وفي ظل استمرار التحركات غير المتناسقة، انضم غواصون متطوعون للبحث داخل المياه، فيما لجأ آخرون إلى أساليب بدائية لمحاولة جذب التمساح باستخدام فراخ ميتة، دون أن يعثر أحد على أي أثر جديد.

تمساح الزوامل بين الكوميديا والظواهر الإعلامية

وبصفتي صحفيًا تواجدت على أرض الحدث، بدا المشهد في الزوامل وكأنه يتحول تدريجيًا إلى عرض كوميدي مفتوح. احتشد المواطنون على جانبي المصرف يتابعون التطورات وكأنهم أمام حلقة مثيرة من مسلسل، يتبادلون النكات والتعليقات الساخرة، بينما تدفق البلوجرز إلى المكان ليصنعوا مقاطع قصيرة وبث مباشر أضفى مزيدًا من العبثية على المشهد وساهم في انتشار القصة بصورة أكبر من حجمها.

ولم تختلف كثيرًا الأجواء عن تلك التي شهدتها ترعة أبو الأخضر قبل أسابيع، حين أثار ظهور تمساح صغير في الترعة ضجة مشابهة، فيما تمكن أحد الصيادين من استخراج التمساح الذي بلغ نحو ٩٥ سم واقتياده إلى منزله، قبل تحرير محضر بالواقعة وتسليمه لاحقًا لحديقة الحيوان.

وتبنت بعض المواقع الإخبارية الاتجاه ذاته، إذ حولت المشاهد من أزمات تنظيمية بسيطة إلى مواد مثيرة للفضول وتصديق الشائعات، مستخدمة عناوين طريفة تستغل عنصر الغرابة وتضخم التفاصيل، فخلقت حالة عامة من الهلع والسخرية في آن واحد.

, محافظة الشرقية, مركز بلبيس, عزبة السدرة, وزارة البيئة, صيد التماسيح, سامح المغازي, ترعة أبو الأخضر, أخبار المحافظات, الدليل نيوز
تمساح الزوامل بالشرقية

حقيقة الخطر وضرورة التنسيق

وأكدت مصادر بمديرية البيئة أن الضجة التي صاحبت الواقعتين ارتبطت بالانتشار السريع للفيديوهات، لا بحجم الخطر الحقيقي، مشيرة إلى أن التمساحين إن صحّ وجودهما صغيران ولا يمثلان تهديدًا، بينما شدّد مسؤولون في الطب البيطري على أن الأزمة تنظيمية وإدارية بالأساس، وليست بيئية.

ويرى متخصصون في الحياة البرية أن تلك الحوادث المتتالية كشفت خللًا واضحًا في إدارة البلاغات الطارئة، وأن الأمر كان يمكن السيطرة عليه خلال ساعات لو وُضعت خطة موحدة لتوزيع المهام بين الجهات. وبين الحقيقة والمبالغة، يبقى ما حدث جرس إنذار يدعو لإعادة تقييم آليات التنسيق والاستجابة السريعة، في ظل قوة منصات التواصل والبلوجرز والمواقع الإخبارية على تضخيم أي مشهد صغير وتحويله إلى ظاهرة شعبية تمتزج فيها السخرية بالفوضى.

اقرأ أيضًا

– لمتابعة المزيد من أخبار المحافظات والظواهر الغريبة:
اضغط هنا لمتابعة الدليل نيوز

– المصدر الرسمي:
وزارة البيئة المصرية

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights