سوريا.. اشتباكات حلب تجبر المدنيين على النزوح بعد مقتل مدنيين وجرح آخرين
شهدت مدينة حلب السورية شمال البلاد اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) مساء الاثنين، ما أسفر عن مقتل مدنيين وإصابة آخرين، وتبع ذلك نزوح واسع للسكان من الأحياء المتضررة، في تطور جديد يفاقم معاناة السكان وسط استمرار الصراع في المنطقة.
تفاصيل الاشتباكات وسقوط ضحايا
وفقًا للتقارير الواردة من حلب، اندلعت الاشتباكات بأسلحة خفيفة ومتوسطة بين القوات الحكومية و”قسد” في عدد من الأحياء، ما أدى إلى سقوط قتيلين من المدنيين وإصابة آخرين نتيجة إطلاق النار وقذائف الهاون.
وأكدت مصادر محلية أن القصف طال أحياء سكنية مثل الجميلية والسريان، مما دفع كثير من العائلات إلى الفرار بحثًا عن أماكن أكثر أمانًا.
وروت روايات رسمية أن الاشتباكات بدأت بعد تبادل الاتهامات بين الطرفين حول من بدأ بالهجوم، حيث اتهمت وزارة الداخلية السورية قوات “قسد” بشن الهجمات، فيما نفت الأخيرة هذه الاتهامات، مؤكدة أن الجيش السوري هو من تصدّى وهدد استقرار الأحياء السكنية.
هذه التصريحات المتضاربة تضيف مزيدًا من التعقيد إلى المشهد الأمني في المدينة.
نزوح واسع وتفاقم أزمة السكان
أدت الاشتباكات إلى موجة نزوح واسعة من المناطق السكنية باتجاه أحياء أخرى في حلب، من بينها الخالدية وشارع النيل، مع استمرار تحرك العائلات بحثًا عن ملاذات آمنة.
وتظهر مقاطع مصورة خروج مئات الأسر في سياراتهم وحافلات الإجلاء، بينما ترتفع وتيرة التحذيرات من تدهور الأوضاع الإنسانية في ظل استمرار الصراع وعدم استقرار الأوضاع الأمنية في المدينة.
وتأتي هذه الأحداث في ظل استمرار تدهور الوضع الإنساني في سوريا بشكل عام، وسط سنوات من النزاع الطويل التي أدت إلى نزوح الملايين داخليًا وخارجيًا، مع تكدس المدنيين في مناطق خطرة وقرب خطوط القتال، ما يزيد من هشاشة الأوضاع اليومية.

أبعاد النزاع وتأثيراته على السكان
مصادر محلية ومسؤولين يؤكدون أن هذه الاشتباكات ليست معزولة، بل جزء من سلسلة صراعات مستمرة بين القوى المتنازعة في شمال سوريا، ما يجعل المدنيين الأكثر تأثرًا بالتقلبات الأمنية.
النزوح الجديد يزيد الضغط على الأسر التي تعاني بالفعل من تداعيات الحرب الطويلة، بما في ذلك نقص الخدمات الأساسية مثل الماء والغذاء والرعاية الصحية.
يبقى ملف النزوح في حلب والمحافظات السورية الأخرى واحدًا من أبرز الانعكاسات الإنسانية للصراع المستمر، وسط دعوات منظمات دولية لوقف العنف وتوفير ممرات آمنة للمدنيين.
واتس اب |
يوتيوب |
فيسبوك |




