المرأة والطفل

نبوية موسى… امرأة صنعت طريقها وغيّرت مستقبل تعليم الفتيات

نبوية موسى: قصة أول فتاة مصرية تحصل على البكالوريا وتغير التعليم

كتبت: شيرين الشافعي

مثّلت نبوية موسى علامة فارقة في مسيرة المرأة المصرية، حيث جسّدت بإرادتها الصلبة نموذجًا ملهمًا للريادة النسائية في التعليم والعمل الوطني. فقد آمنت منذ وقت مبكر بأن العلم هو السبيل الحقيقي للتحرر وبناء المجتمعات، لتصبح أول فتاة مصرية تنجح في الحصول على شهادة البكالوريا، وأول ناظرة وأول مفتشة مصرية بوزارة المعارف.

وفي هذا السياق، سلّط برنامج «هذا الصباح» المذاع على قناة النيل للأخبار الضوء على مسيرتها، من خلال تقرير خاص أعدّته سمر صلاح بمناسبة ذكرى ميلادها التي توافق السابع عشر من ديسمبر من كل عام، وقرأت تعليقه شيرين الشافعي، مستعرضًا إسهاماتها التعليمية والوطنية ودورها الريادي في الدفاع عن قضايا المرأة.

وُلدت نبوية موسى محمد بدوي عام 1886 بمحافظة الشرقية، ونشأت في ظروف اجتماعية بسيطة بعد أن فقدت والدها قبل مولدها. وبرغم القيود التي كانت تحاصر تعليم الفتيات آنذاك، أظهرت منذ طفولتها شغفًا واضحًا بالمعرفة، وتمكّنت بعزيمة فردية من اقتحام هذا الحاجز وتحقيق إنجاز غير مسبوق بحصولها على شهادة البكالوريا.

وانطلقت مسيرتها المهنية في مجال التعليم معلمةً، ثم تدرجت في المناصب حتى تولت إدارة المدارس، حيث تركت بصمة واضحة عبر إصلاحات تربوية هدفت إلى تطوير تعليم الفتيات ودمج الجوانب العلمية والمهنية، بما يعزز دورهن في المجتمع. كما أسهمت بجهد كبير في التأليف التربوي وكتابة المقالات الصحفية التي ناقشت قضايا التعليم وحقوق المرأة والتنوير.

ولم تكن نبوية موسى بعيدة عن الشأن الوطني، بل شاركت بفاعلية في الحركة الوطنية، وكانت من أوائل النساء المشاركات في ثورة 1919 إلى جانب هدى شعراوي وسيزا نبراوي. كما أسست مدارس للفتيات، ودافعت عن تشريعات تضمن حق المرأة في التعليم والعمل وتكافؤ الفرص.

وامتد تأثيرها ليشمل رعاية العالمة المصرية الدكتورة سميرة موسى، في دلالة واضحة على إيمانها بدور العلم في بناء المستقبل، ودعمها للكوادر النسائية الواعدة.

وبرحيل نبوية موسى عام 1951، فقدت مصر إحدى رائداتها البارزات، غير أن أثرها ظل حاضرًا في منظومة التعليم والوعي المجتمعي. فقد تركت إرثًا فكريًا وإنسانيًا يؤكد أن نهضة الأوطان تبدأ من التعليم، وأن تمكين المرأة هو ركيزة أساسية للتقدم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights