منوعات

ندا السيد تكتب رسالة الى طلاب الثانوية العامة بعد ظهور نتائجهم

كتبت | ندا السيد

مع انتهاء ماراثون امتحانات الثانوية العامة وظهور نتائج الطلاب، و بدء مراحل التنسيق الثلاث، هناك طلاب لم يحالفهم الحظ للحصول على مجموع مرتفع، للالتحاق بالكليات التي يرغبونها، فشعروا حينها بالفشل ظنا منهم ان الثانوية هي نهاية المطاف.

ولكن أيها الطالب عليك أن تعلم أن نتيجتك تلك، ليست نهاية المطاف وليست مقياس لنجاحك أو فشلك فالحياة، فهي نهاية مرحلة دراسية سابقة في حياتك لابد من المرور بها، لبداية مرحلة دراسية جديدة، قادر فيها على أن تكون انت القمة بعزيمتك واصرارك على النجاح.. فمهما كانت نتيجتك في الثانوية العامة فذلك لا يؤثر ابدا على طريقك مستقبلًا.

و اريد ان اذكرك ان الحياة لا تتوقف أبدًا على مجموع ثانوية عامة، أو كلية قمة وكلية قاع، فمن الأساس لا وجود لها، فأنا لا اقتنع بهذه المقولة، فجميع الكليات دراستها مهمة، فبدون كليات الحقوق لم يكن للمحامين وجودا بيننا، وبدون كليات الآداب لم يكن للمعلمين والأطباء النفسيين والصحفيين والاعلاميين والمترجمين ايضا وجودا بيننا، وبدون كليات الحربية فكان لا وجود للضباط ، وغيرهم من الكليات الأخرى التي ننظر اليها باعتبارها كلية قاع ونقلل من شأنها.

فكثير من الطلاب اللذين لم يحصلوا على مجاميع مرتفعة في نتيجة الثانوية العامة، والتحقوا بكليات على غير رغبتهم، عزموا على أن ينجحوا في دراستهم ويطوروا من انفسهم في مجالاتهم، و حقا اثبت كل طالب منهم للجميع إنه ليس بفاشل، فجعلهم يتعجبون ويسألونه “كيف حققت تلك المكانة المرموقة؟”.

لذلك مهما كانت كليتك التي ستقدم فيها، فإنت قادر على إثبات ذاتك، فلا تسمع لمن يحبطك أو يثبط من قيمتك، ولا تدع لنفسك وقت للتفكير بهم، وتذكر دائمًا أن مجموعك هذا وكليتك هي من اختيار الله لك، فتأكد أنها الخير والأصلح لك، واعمل مجتهدًا ولا تتكاسل، وكن على يقين تام انك ستنجح في المجال الذي اختاره الله لك.

فالكليات لا تقتصر فقط على كليات الطب والهندسة، فاختر أيها الطالب الكلية التي تريد دراستها، وابدع فيها وقدم كل ما لديك وانهض في مجالك، وأنصحك بعدم التكاسل، واستغلال فترة الجامعة في تنمية مهاراتك، وأخذ الكورسات اللازمة والتدريبات التي تؤهلك لسوق العمل بعد تخرجك، وثق بالله ثم بمجهودك وقدراتك وستتعجب من نجاحك وكرم الله لك.

وعلى أولياء الأمور أن لا يقارنوا ابنائهم بغيرهم من الطلاب، ويقدّروا مجهوداتهم خلال عام كامل وتحمله للضغط النفسي والعصبي، فهذا نصيبهم، ويجب عليهم أن يغرسوا فيهم الرضا بالقضاء والقدر، وأن يمنحوهم الثقة بهم ويشجعونهم ولا يقللون من قيمتهم، و يكونوا لهم مصدر دعم وقوة دائمًا في الطريق الذي يسلكونه، فالحياة مليئة بالعقبات.

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights