“الإرث الملعون ” من السرقة للدماء ، أسرار الصراع الدموي داخل عائلة نوال الدجوي

في زمن تُشترى فيه الوجاهة بالمال وتُخفى الحقائق خلف الأبواب المغلقة، لم تكن قصة نوال الدجوي مجرد خلاف عائلي عابر، بل صراع مرير على الورث تحوّل من مشادات إلى سرقات، ومن خلافات إلى دماء سالت، داخل واحدة من أشهر العائلات، فماذا حدث داخل عائلة نوال الدجوي؟ وكيف تحوّل الورث إلى لعنة؟.
من بلاغات السرقة التي هزّت أركان العائلة، إلى الأحداث الدموية التي لم يتوقعها أحد، نسرد لكم القصة الكاملة لصراع الورث الملعون داخل بيت نوال الدجوي، حيث تلاقى الطمع مع الألم، وخرجت أسرار دفينة إلى النور.
نوال عثمان صالح الدجوي، المولودة عام 1937 في القاهرة، تُعد من أبرز رواد التعليم الخاص في مصر. أسست أول مدرسة لغات مصرية خاصة في عام 1958، وهي مدارس “دار التربية”، التي أصبحت لاحقًا من أهم المؤسسات التعليمية في البلاد ، في عام 1996، أسست جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب (MSA)، والتي تُعتبر من أوائل الجامعات الخاصة في مصر ، عُرفت نوال الدجوي بلقب ” ماما نوال ” نظرًا لتأثيرها العميق على طلابها وإهتمامها بتطوير التعليم وتنمية الشباب .
زوج نوال الدجوي هو اللواء محمد رياض وجيه الدجوي، أحد الشخصيات البارزة في مصر. شغل منصب وكيل أول هيئة الرقابة الإدارية سابقًا، وكان نائب رئيس مجلس أمناء جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب (MSA)، التي شارك في تأسيسها مع زوجته. توفي في عام 2017.
أنجبت نوال الدجوي اثنين من الأبناء:
الدكتور شريف الدجوي: أستاذ أمراض القلب بالقصر العيني، توفي في عام 2015 ، و الدكتورة منى الدجوي: كانت مديرة عامة للمدارس الخاصة التي أسستها والدتها، وتوفيت في مارس 2025 .
أحفاد الدكتورة نوال الدجوي ينقسمون إلى خمسة أفراد:
أولا : من إبنها الدكتور شريف الدجوي (توفي عام 2015):
1. الدكتور أحمد شريف الدجوي: أحد الأحفاد المتهمين في بلاغ السرقة الذي قدمته جدته، حيث اتهمته بالاستيلاء على مبالغ مالية ومقتنيات ثمينة من منزلها.
2. عمرو شريف الدجوي: شارك في النزاع القانوني حول الميراث، وقدم بلاغًا ضد ابنتي عمته يتهمهما بالاستيلاء على جزء من ثروة جدتهما.
3. المحاسب محمد شريف الدجوي: أحد الأحفاد الذين طعنوا بالتزوير على عقود بيع 6 قصور مملوكة للدكتورة نوال، تم بيعها إلى حفيدتيها مقابل 50 مليون جنيه فقط، في حين قُدرت القيمة السوقية لتلك القصور بأكثر من ملياري جنيه.
ثانيا : من ابنتها الدكتورة منى الدجوي (توفيت عام 2025):
4. الدكتورة ماهي محمد منصور: إحدى الحفيدات المتورطات في النزاع حول الميراث، حيث اتهمها أبناء عمها بالاستيلاء على جزء من ثروة جدتهما.
5. المهندسة إنجي محمد منصور: تشغل منصب رئيس قطاع الموارد البشرية في المدارس التي أسستها جدتها، ونائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة “لبلادنا” للتنمية الإجتماعية.
القصة الكاملة للورث الملعون :
بدأت الأزمة بعد وفاة ابنها الدكتور شريف الدجوي وابنتها الدكتورة منى الدجوي ، بدأت النزاعات بين أحفادها من إبنها الراحل وهم : أحمد، عمرو، ومحمد شريف الدجوي، دخلوا في صراع قانوني مع ابنتي عمّتهم، إنجي وماهي محمد منصور، حول تقسيم الميراث ، تصاعدت الخلافات بعد ظهور “وصية مغلقة” يُقال إنها تحتوي على تعليمات تخص توزيع الثروة .
في مايو 2025، تقدمت إنجي الدجوي، حفيدة نوال من ابنتها منى، ببلاغ تتهم فيه أبناء خالها بسرقة مبالغ مالية ضخمة ومشغولات ذهبية من فيلا جدتهم والتي تقدر 50 مليون جنيه مصري ، 3 ملايين دولار أمريكي و 350 ألف جنيه إسترليني ،15 كيلو جرام من المشغولات الذهبية ، حيث جميعها يقدر قيمتها بأكثر من 300 مليون جنيه ، مع العلم ان البلاغ تم تقديمه باسم الدكتورة نوال الدجوي نفسها، لكنه عبر حفيدتها إنجي أحمد شريف الدجوي، وهي التي توجهت إلى قسم الشرطة وحررت المحضر بصفتها وكيلة عن جدتها نوال.
حيث جاء رد فعل المحامي ياسر صلاح ، محامي الأحفاد المتهمين بتهمة السرقة ، بنفى صحة الاتهامات، واصفًا البلاغ بأنه “محض إفتراء لا أساس له من الصحة”. وأشار إلى أن الدكتورة نوال لم تزر الشقة موضوع البلاغ منذ عامين، مما يثير الشكوك حول صحة الواقعة.
و بالمقابل، قدم الأحفاد الذكور بلاغًا مضادًا يتهمون فيه ابنتي عمّتهم بالإستيلاء على ممتلكات العائلة، بما في ذلك بيع 6 قصور مملوكة للدكتورة نوال بمبالغ زهيدة، مستخدمين بصمتها بدلاً من توقيعها المعتاد، مما أثار شبهات حول صحة العقود.
بعد تقديم بلاغ السرقة، اشتعلت الخلافات بين أحفاد نوال الدجوي، حيث أتهم بعضهم البعض بمحاولة الاستيلاء على أموال وممتلكات العائلة ، كما أثرت الأزمة على العلاقات العائلية، وبدأت نزاعات كلامية واتهامات متبادلة وصلت لدرجة المقاضاة في بعض الحالات.
تطورت الخلافات إلى نزاع محتدم على تقسيم الميراث، مما زاد من حالة التوتر ، كما أراد طالب بعض الأحفاد بمراجعة وصية نوال الدجوي التي لم تكن واضحة في تقسيم بعض الأصول، مما دفع القضية إلى المحاكم.
قتل أم إنتحار ؟
في 25 مايو 2025، شهدت عائلة نوال الدجوي حادثة مأساوية هزّت الجميع، بعد العثور على جثمان الحفيد أحمد شريف الدجوي داخل فيلته بمدينة 6 أكتوبر مصابًا بطلق ناري، وبجواره سلاح ناري يُرجح استخدامه في الحادث .
كما أكدت التحقيقات الأولية أن أحمد كان يعاني من ضغوط نفسية كبيرة بسبب تصاعد الخلافات العائلية المتعلقة بالميراث و الاتهامات التي طالت أفراد العائلة، وانه كان مسافرا في رحلة علاجية خارج البلاد وانه عاد الي مسكنه ليلا يوم 24 مايو ، ولكن ! يبقي السؤال ما الذي دفع أحمد الي هذه النهاية الصادمة بعد ساعات من عودته ؟!
بيان وزارة الداخلية :
أعلنت وزارة الداخلية اليوم 25 مايو بيانا ، انه بالفحص تبين أنه تم تبليغ القسم شرطه اول اكتوبر بالجيزة بأسرة المذكور بقيامه بإطلاق عيار ناري علي نفسه مستخدما طبنجة مرخصة خاصة به ، حال تواجده بمحل إقامته ، بأحد المنتجعات السكنية بدائرة القسم مما ادي إلي وفاته ، كما أشارت المعاينة الأولية إلى عدم وجود آثار عنف أو كسر في الأبواب، مما يرجح فرضية الانتحار .
الجدير بالذكر ان النيابة العامة تواصل تحقيقاتها في القضايا المتعددة المتعلقة بالميراث الملعون و السرقة، والتزوير ، حيث تم إستدعاء عدة أفراد من العائلة لسماع أقوالهم، وتفريغ مقاطع فيديو تُظهر أشخاصًا يحملون حقائب من داخل فيلا الدجوي، في محاولة لتحديد هوية المتورطين.