حقيقة فيديو فيضانات إثيوبيا: تحقيق يكشف 3 مقاطع مزيفة خدعت الملايين

في هذا التحقيق
حقيقة فيديو فيضانات إثيوبيا هي محور هذا التحقيق، بعد أن انتشر مقطع فيديو بشكل فيروسي على منصات التواصل الاجتماعي، حاصدًا ملايين المشاهدات، ومرفقًا بتعليقات مضللة تربط بين مشاهد الدمار المزعومة وبين توتر العلاقات بين مصر وإثيوبيا. الفيديو، الذي يروج له تحت شعار “غرق إثيوبيا.. سبحان الله اللي يجي على مصر ميكسبش”، استغل كارثة طبيعية حقيقية لنسج قصة زائفة تهدف إلى إثارة المشاعر وتعميق الخلافات.
الفيديو الفيروسي: كيف انتشرت الشائعة؟ 🌐
خلال الأيام القليلة الماضية، ومع ورود أنباء عن أمطار غزيرة وفيضانات في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ظهر مقطع فيديو مركب يظهر مشاهد كارثية لانهيار سدود ومياه تجتاح المدن. انتشر المقطع بسرعة هائلة، خاصة في مصر، حيث ربطه المستخدمون بشكل مباشر بملف سد النهضة والتوترات السياسية. حصدت إحدى نسخ الفيديو أكثر من مليون مشاهدة على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) وحدها، مما يوضح مدى سرعة انتشار الأخبار المضللة عندما تلامس وترًا حساسًا لدى الجمهور.
تفكيك الفيديو: كشف حقيقة المقاطع الثلاثة المزيفة 🔍
بعد التحقق من الفيديو، وكما أظهر **تحقيق شبكة CNN بالعربية**، تبين أنه مركب ومعدل رقميًا، ولا علاقة له بالفيضانات الأخيرة في إثيوبيا. يتكون المقطع من 3 أجزاء رئيسية تم تجميعها من حوادث متفرقة حول العالم:
- مشهد انهيار السد: هذا المقطع هو الأكثر انتشارًا، ويعود في الحقيقة لفيديو تم نشره في 18 يونيو الماضي على حساب “تيك توك”، أي قبل وقوع فيضانات إثيوبيا بأكثر من شهر.
- مشهد الفيضان في المدينة: هذا المقطع مأخوذ من فيضانات حقيقية، ولكنها وقعت في مدينة هوجياي بمقاطعة غوانغدونغ جنوب الصين في أبريل 2024.
- الصوت المركب: الصوت المصاحب للفيديو، والذي يعبر عن الدهشة والذهول، هو مقطع صوتي شهير على “تيك توك” تم استخدامه في أكثر من 48 ألف فيديو مختلف، مما يؤكد أنه صوت مركب وليس له علاقة بالمشاهد الأصلية.
هذا التزييف يكشف **حقيقة فيديو فيضانات إثيوبيا** ويؤكد أنه عمل متعمد للتضليل.
“اللي يجي على مصر ميكسبش”.. ما الهدف من الشائعة؟
إن استخدام عبارة مثل “اللي يجي على مصر ميكسبش” ليس عفويًا. يهدف مروجو هذه الشائعة إلى استغلال المشاعر الوطنية لدى المصريين، وربط كارثة طبيعية بعينها بـ”غضب إلهي” ناتج عن الخلاف السياسي حول سد النهضة. هذا الأسلوب الخطير يهدف إلى تعميق الكراهية بين الشعبين، وتصوير الأمر على أنه صراع إلهي وليس خلافًا سياسيًا يمكن حله عبر الدبلوماسية. إن كشف **حقيقة فيديو فيضانات إثيوبيا** هو خطوة ضرورية لمواجهة هذا النوع من التضليل.
الحقيقة على الأرض.. هل هناك فيضانات في إثيوبيا؟
من المهم التأكيد على أن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ومناطق أخرى شهدت بالفعل موجة أمطار غزيرة وفيضانات في أواخر يوليو 2025. لكن حجم الدمار والمشاهد المتداولة في الفيديو المفبرك لا تمت بصلة لما حدث على أرض الواقع. الشائعة هنا لم تخلق حدثًا من العدم، بل استغلت حدثًا حقيقيًا وقامت بتضخيمه وتزييفه بشكل كارثي لتحقيق أهدافها. وهذا يذكرنا بضرورة التحقق من الأخبار في القضايا ذات الحساسية العالية.
أسئلة شائعة حول حقيقة فيديو فيضانات إثيوبيا
هل فيديو فيضانات إثيوبيا المتداول حقيقي؟
لا، الفيديو معدل رقميًا ومكون من مقاطع قديمة ومن مناطق مختلفة مثل الصين، ولا علاقة له بفيضانات أديس أبابا الأخيرة.
هل حدثت فيضانات في إثيوبيا بالفعل؟
نعم، شهدت العاصمة أديس أبابا موجة أمطار غزيرة وفيضانات، لكن ليس بالحجم الكارثي الذي يصوره الفيديو المفبرك.
ما هو الهدف من نشر هذا الفيديو المضلل؟
يهدف إلى استغلال التوترات السياسية بين مصر وإثيوبيا، وإثارة المشاعر الوطنية، وتعميق الكراهية بين الشعبين.
الخاتمة:
إن كشف **حقيقة فيديو فيضانات إثيوبيا** هو تذكير جديد بخطورة الحرب الإعلامية وسلاح الشائعات في العصر الرقمي. فبينما تبقى المعاناة الإنسانية الناتجة عن الكوارث الطبيعية حقيقة مؤلمة، فإن استغلالها لتصفية الحسابات السياسية هو أمر لا يقل خطورة، ويتطلب وعيًا وتحققًا دائمًا من كل ما نراه ونشاركه.