أفضل الأنظمة الغذائية العالمية بقلم/ د. غادة لطفي

د. غادة لطفي
استشاري التغذية العلاجية وكاتبة في مجال الطب والتغذية
أفضل الأنظمة الغذائية العالمية وتأثيرها على الصحة والسلوك
توصل العلماء إلى أن أفضل الأنظمة الغذائية هو ما يعتمد فيه الفرد في طعامه اليومي على الخضروات والفاكهة والبقوليات والحبوب الكاملة مع الدهون الصحية التي تتواجد في زيت الزيتون والمكسرات والأسماك بجانب الألبان ومنتجاتها قليلة الدسم، مع تناول قدر كاف من الماء والمشروبات العشبية والعصائر الطازجة على مدار اليوم. ويجب ضرورة تجنب الكحوليات والتدخين والمشروبات الغازية والعصائر المعلبة واللحوم المصنعة والسمن النباتي والأطعمة المقلية.
كما توصل العلماء في مجالي التغذية والاجتماع إلى أن الإنسان هو نتاج ما يتناوله من طعام وشراب في حياته اليومية، وبمرور الوقت يبدأ جسمه بالتأثر بما يركز عليه من أنواع معينة من الغذاء، حتى أن بنيته الجسدية والعقلية وسلوكياته المجتمعية تتأثر بالسلب أو الإيجاب. حيث أثبتت الدراسات العلمية في هذا المجال أن المجتمعات البشرية التي تتواجد بالقرب من السواحل البحرية والتي يعتمد غذاؤها اليومي على المأكولات البحرية تميل إلى النبوغ العقلي والصفاء الذهني في التعامل مع الآخرين، لما تحتويه الأطعمة البحرية من عناصر غذائية تنشط عمل الدماغ وتزيد من نسب هرمونات السعادة بالدم.
أما من اعتاد من المجتمعات البشرية على الإكثار من تناول اللحوم الحمراء في غذائه اليومي، فقد أكدت الدراسات العلمية على ميول أفراد هذه المجتمعات للعنف البدني وضعف معدل الذكاء، بجانب زيادة نسب الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والشرايين والتهابات المفاصل لديهم، لما تحتويه اللحوم الحمراء من دهون غير صحية بجانب مركبات ضارة تنتج من عملية التمثيل الغذائي لها. أما المجتمعات التي تعتمد في غذائها اليومي على الوجبات السريعة واللحوم المصنعة، فأثبتت الدراسات العلمية أن أفراد هذه المجتمعات يعانون من ضعف المناعة وازدياد نسب الإصابة بالأورام السرطانية وأمراض ضغط الدم المرتفع والسكر.
أما بالنسبة للمجتمعات التي تعتمد في غذائها اليومي على الدواجن، فهي تميل للإصابة بأمراض القلب والشرايين مع قلة استجابة أفرادها للمضادات الحيوية والعقاقير الطبية بسبب زيادة جرعات هذه العقاقير بلحوم الدواجن والتي يتم حقنها بها من قبل التجار، بجانب أن بعض هذه الدواجن قد تصاب ببكتيريا وطفيليات تضر بالمستهلك لها. أما الشعوب أو المجتمعات البشرية التي تميل لتناول الحبوب المنزوعة القشرة، فتزداد لديهم نسب الإصابة بالسمنة وضعف المناعة. ومن اعتاد من الشعوب على تناول الكحوليات، فتزداد لديهم نسب الإصابة بالتسمم والكبد الدهني والزهايمر مع زيادة نسب حوادث الطرق.
أما الشعوب التي تعتمد في غذائها اليومي على الألبان ومنتجاتها، فهم يميلون للسمنة وزيادة نسب التحسس من بروتين الحليب أو سكره بجانب أنيميا نقص الحديد، رغم أن هذه الشعوب التي تستهلك الألبان بشكل كبير ثبت مؤخرًا أنهم من أكثر المجتمعات نبوغًا وتفوقًا، حيث أن أغلب الحاصلين على جائزة نوبل ينتمون لهذه الشعوب. وأخيرًا فقد أكدت الدراسات العلمية على أن المجتمعات التي تعتمد في غذائها اليومي على الخضروات والفاكهة بشكل كبير تتمتع بصحة جيدة وقوام ممشوق وعمر طويل نسبيًا مع سلوك مجتمعي هادئ.
خلاصة: أهمية الوعي الغذائي لمجتمع أفضل
تُشير هذه الدراسات بوضوح إلى أن اختيارنا للأغذية ليس مجرد تفضيل شخصي، بل هو عامل حاسم يؤثر بعمق على صحتنا الجسدية والعقلية، وحتى على طبيعة تفاعلاتنا وسلوكياتنا المجتمعية. ففي حين تبرز الأنظمة الغذائية الغنية بالخضروات والفواكه والمأكولات البحرية كسبيل نحو النبوغ العقلي والصفاء الذهني والعمر المديد، تُظهر أنماط أخرى من التغذية، مثل الإكثار من اللحوم الحمراء أو الوجبات السريعة، ميولاً للعنف وضعف المناعة وزيادة معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة.
إن التوصيات العلمية تدعونا إلى تبني نمط حياة يعتمد على الأغذية الطبيعية الكاملة، وتجنب كل ما هو مصنّع أو غني بالدهون غير الصحية والكحوليات. إن الوعي ب تأثير الطعام على الصحة والسلوك البشري يمثل حجر الزاوية لبناء مجتمعات أكثر صحة وهدوءًا وإنتاجية. لذا، فإن اختيار أفضل الأنظمة الغذائية لم يعد رفاهية، بل ضرورة ملحة لتحقيق الرفاه الفردي والجماعي وتعزيز الصحة العالمية في مواجهة تحديات العصر الحديث. فالمستقبل الذي نصبو إليه يبدأ من صحن طعامنا اليومي، ويترسخ في عاداتنا الغذائية المستدامة، مما يدعو إلى تفكير عميق في كل لقمة نتناولها وتأثيرها على حياتنا بأكملها.
محتويات المقال:
القسم | الرابط |
---|---|
أفضل الأنظمة الغذائية العالمية وتأثيرها على الصحة والسلوك | انتقل إلى القسم |
خلاصة: أهمية الوعي الغذائي لمجتمع أفضل | انتقل إلى القسم |