
بقلم/ د. رضا عبد السلام
محافظ الشرقية الأسبق
يوم 9/9 هو يوم عيد الفلاح المصري، ولما تتقال كلمة فلاح، لازم مباشرة تفتكر الشراقوة، والفلاحة هي مهنة أهل مصر “أباً عن جد”، بل هي سر عظمة وتاريخ مصر، الذي نتباهى به أينما حللنا…وليست كما نعت المستشار إياه فلاح المنوفية!!! الفلاحة شرف وتاج علي رؤوس الأسوياء…وإن شاء الله لنا حديث مفصل عن هذه الواقعة المهينة المشينة بحق أهل مصر وخير أبنائها…للحديث بقية.
اليوم يوم العيد…عيد الشرقية والشراقوة.
جميل أن يكون يوم عيد الفلاح هو يوم عيد أجمل وأطيب شعب، وهو الشعب الشرقاوي…نعم.
كنت أسمع البعض يطلق النِكات على الشراقوة وأنهم عزموا القطر….الخ، ولكن تجربتي أنا شخصيا مع هذا الشعب أكدت لي أن هذا الشعب الشرقاوي هو النواة والخلية الأساسية التي فرخت شعب مصر بأسره…وبالدليل والله.
فشيمة أهل مصر الكرم والجود والاستيعاب والجدعنة والرجولة والإيثار والعطاء، ولهذا كانت مصر هي المكان الوحيد الذي وصفه المولى في كتابه بالأمن بمفهومه الشامل ‘ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين” وجل من دخلوا مصر دخلوها من سيناء ثم الشرقية، وما رحلة العذراء مريم والمسيح عليه السلام عنا ببعيد.
أهم ما خرجتُ به من تجربتي الخاطفة مع هذا الشعب العظيم -شعب الشرقية- هو “الأصل والمعدن الأصيل”…نعم الأصل…فالأصيل هو من لا ينسى المعروف ولا ينكره ولا ينكر ولا يتنكر لصاحبه…وهذا هو شعب الشرقية…نعم.
لم يعد هناك رابط يربطني بأهل الشرقية إلا هذا الرابط، رابط المحبة والاحترام والكرم، فأنا في جامعتي، وتلك الملايين لا ولم ولن تنتظر مني شيء، وأنا لا أسعى لشيء أساسا بعد ما حققت وما حباني به الله، فقد طلقت المناصب تماماً بعد الشرقية…نعم طلقت المناصب طلاقاً بائناً…ماذا ستضيف أصلاء؟!
رغم مضي نحو ٩ سنوات على تركي وظيفة خدمة أهل الشرقية، إلا أنهم لم ينسوا يوماً أن هناك رجل جاء ليخدمهم بحب وإخلاص ونقاء وصدق وحلم وانتماء خالص لوطن اسمه مصر …رغم مرور السنين، لم ينساني شعب الشرقية، ولا يحمل تلك الصفات إلا أصيل…هذا هو الشعب الشرقاوي…نعم نعم.
كما ترون على مواقع التواصل، وكما أعيش وأعايش في كل مكان أحل به، أدرك تلك العظمة والصفاء والنقاء من أهل الشرقية.
وختاماً، أقولها لأهلي بتلك المحافظة العريقة، والله لقد اجتهدت لإسعادكم وتلبية طموحاتكم وكان هذا هو همي الأول والأخير، لأنني ببساطة أتيت لخدمتكم أنتم وليس لخدمة الكرسي أو المكتب المكيف، اجتهدت، أصبت وأخطأت، ويكفيني شرفاً وفخراً أنني استوليت على تلك القلوب الأصيلة والمصرية الخالصة. وهي نعمة كبرى ومحسود عليها.
كل عام وكل شرقاوي أصيل ونظيف بألف خير وسعادة.
خدمات ومتابعة إضافية من الدليل نيوز
كن جزءًا من مجتمع الدليل نيوز وتابع أهم المستجدات:
لتبقى على اطلاع دائم بآخر الأخبار المحلية والمقالات الهامة، انضم إلينا عبر منصاتنا:
لا تفوت آخر الأخبار والمستجدات من “الدليل نيوز” تابع أسعار العملات العالمية: