
لن أتطرق في مقالي اليوم عن توبة سما المصري لأن في اعتقادي ان هذا الأمر لا صلة لي به لا من قريب أو بعيد لأنه أمر خاص بها وحدها وعلاقة بينها وبين الله وحده، لكن الذي دفعني لكتابة هذا المقال هو ردود الأفعال التي تلقتها سما المصري بعدما أعلنت توبتها مابين الشك فيها وبين الذي يقذفها بأبشع الألفاظ وبين مايذكرها بماضبها وفجأة وجدت نفسي أمام مجموعة من الملائكة التي تحاسب بل وتقرر مصائر الآخرين!
وأشد ما جذب انتباهي هذا المدعو برجل الأعمال صاحب شركة العقارات ( ولا ادري حقا ما صلته بالرجولة ) الذي طل علينا في الأيام القليلة الماضية ببعض الفيديوهات التي لا أتصور حقا كيف واتته الجرأة ليقوم بها! .. والتي لا تمت بصلة لا لدين أو رجولة ولا إيمان!
المؤمن الحقيقي هو من يتوسل بكل الطرق والوسائل التي يمكن أن تقرب طريق التوبة وتحببه للشاردين ، تماماً كالأب الحنون الذي احزنه شرود إبنه ، يقوم بكل الحيل والوسائل الممكنة لكي يعود ابنه إلى الطريق الصحيح ، وهذا فقط لأن حبه له صادقا ، وكذلك المؤمن الحق ، يجب أن يكون حبه لجميع الخلق صادقاً وذلك من باب حبه لله عز وجل وتوقيره له.. فعلى قدر ما عندك لهذا الشئ عندك الإيمان الحقيقي.
إن وجدت في نفسك مغرماً بالكلام عن فضائح الناس ومشاكلهم وتصدق أي إشاعة عن أي إنسان فتأكد أن هذا من فساد روحك وقلبك! فالمؤمن الصادق الحقيقي لا يفعل هذا بتاتا ولا شأن له بالناس.
روى الإمام أبو بكر البيهقي في كتاب شعب الإيمان عن الإمام جعفر الصادق أنه قال التمس لأخيك عذراً فإن لم تجد له عذرا التمس له سبعين عذراً.. فإن لم تجد فقل لعل له عذراً لا أعرفه!
قال أحد الصالحين فإن لم تقبل السبعين عذراً فأعلم أن العيب من نفسك! .. قل لها أنت نفس معيبة لا تقبلي من أخيك سبعين عذراً! .. نفس تريد أن تجرب الناس وتدمغهم ولذلك لا يقنعها السبعين عذراً ، فما الذي يقنعها إذن؟! .. يقول هذا الصالح إنها نفس خبيثة… اكتشف نفسك الان بدلاً من توحيه اصابع الإتهام إلى باقي الناس!
أرحم الناس بالناس ، وأعذر الناس بالناس ، وألطف الناس بالناس… من هم؟ … هم العارفون حقا بالله وهم الاقربون إليه!
اعلموا ان كل ما فعلتموه مع سما المصري بهذه الطريقة كنتم عوناً للشيطان عليها! … هل يسعدكم أن يكسب الشيطان نصيرا جديداً إلى صفوفه ؟!… أنتم فعلتم هذا ! …
النبي حين سمع الصحابة يسبون أو يلعنون أحدهم قال لا تكونوا عونا للشيطان على أخيكم! … أنتم تفعلون هذا باستمرار وتظنون انه دفاعاً عن الحق والدين!
أخيراً.. ان لم يتيسر لك رحمة العصاة فلا أقل من أن تدعو له بالمغفرة والرحمة! فإن هذا هو خلق الملائكة يستغفرون لمن في الأرض!..ان الله بعث محمداً هاديا وبالمؤمنين رحيما ، وأرسل ابليس مريدا لضلال العباد وشقائهم.. فأنظر مع من تريد أن تكون!
فتوبوا أنتم قبل محاكمتكم لتوبة سما المصري!