شباب الجوسق.. 15 عامًا من العطاء الإنساني عبر حملات التبرع بالدم

إعداد: منصور عبدالمنعم
منذ عام 2011 وحتى اليوم، لم يتوقف شباب قرية الجوسق شباب الجوسق عن ضرب أروع الأمثلة في التضامن الإنساني والعمل التطوعي. فقد بادروا بإطلاق حملة للتبرع بالدم قبل أكثر من 15 عامًا، وتحولت الفكرة إلى تقليد راسخ يجتمع حوله المئات من أبناء القرية في مشهد يعكس روح المسؤولية المجتمعية.
البداية: فكرة شبابية تحولت إلى رسالة إنسانية
انطلقت الشرارة الأولى عام 2011، حين اجتمع مجموعة من شباب الجوسق على هدف واحد: إنقاذ الأرواح عبر توفير أكياس الدم للقرية التي كانت تعاني من مشكلة توفير أكياس الدم . لم تكن الفكرة سهلة في بدايتها، لكن الحماس والإصرار نجحا في تحويلها إلى حملة دورية تحت شعار: “تبرع بدمك.. تنقذ حياة”.
استمرارية رغم التحديات
على مدى السنوات، واجه الشباب العديد من العقبات؛ من ضعف الإمكانيات، إلى غياب الدعم المؤسسي أحيانًا، لكنهم أصروا على الاستمرار. واعتمدوا على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الدعوات، وعلى العلاقات المجتمعية في الحي لحشد المتبرعين. ومع مرور الوقت، أصبحت الحملات حدثًا منتظرًا في الجوسق، يتسابق فيه الشباب والكبار للمشاركة.
إنجازات بالأرقام
بحسب المنظمين، نجحت الحملات في جمع آلاف أكياس الدم منذ انطلاقها وحتى اليوم، وهو ما ساهم في إنقاذ حياة مئات المرضى في المستشفيات المختلفة. وكانت آخر الحملات بتاريخ 19 سبتمبر 2025 بمثابة خيبة أمل لهذا الجهد الطويل، حيث تمكن الشباب من جمع 350 كيس دم في يوم واحد، وهو رقم ضعيف لما تحقق في السنوات الماضية.
خيبة أمل وسط النجاحات
ورغم النجاحات الكبيرة التي حققتها الحملات على مدار الأعوام، إلا أن بعض الشباب المنظمين أعربوا عن شعورهم بالإحباط خلال السنوات الأخيرة، بسبب تراجع أعداد المتبرعين مقارنة بالسنوات الأولى. فبعد أن كان المئات يتوافدون بحماس للتبرع، بات الحشد أصعب، وهو ما وضع الفريق أمام تحديات نفسية إلى جانب التحديات التنظيمية. لكن روح الإصرار ظلت أقوى من لحظات الإحباط، واستطاع الشباب تجاوز العقبات من أجل استمرار رسالتهم الإنسانية.
أصوات من الميدان
قال أحد المتطوعين المؤسسين، يقول: “كنا مجموعة شباب نبحث عن عمل خيري يترك بصمة حقيقية، واليوم نشعر بالفخر أننا ساهمنا في إنقاذ أرواح لم نعرفها ولم نلتقِ بها، لكن دمنا كان لهم سببًا في الحياة”.
و أضاف متطوع أخر “الحملة بالنسبة لنا ليست مجرد تبرع بالدم، بل رسالة بأن التضامن والتكافل لا يحتاجان إلى إمكانيات ضخمة، فقط إلى نية صادقة”.
أثر اجتماعي يتجاوز التبرع
لم تقتصر الحملة على جمع الدم فقط، بل تحولت إلي عمل اجتماعي شامل جمع الشباب علي حب العمل التطوعي .
الخاتمة
قصة شباب الجوسق مع التبرع بالدم ليست مجرد أرقام أو حملات موسمية، بل هي رحلة إنسانية استمرت لأكثر من عقد، أثبتت أن المبادرات الشعبية قادرة على صناعة التغيير. وآخر حملة بتاريخ 19/9/2025 التي جمعت 350 كيس دم ما هي إلا دليل جديد على أن العطاء لا يعرف حدودًا، وأن روح التطوع ما زالت تنبض بقوة في قلوب شباب مصر.
كن جزءًا من مجتمع الدليل نيوز وتابع أهم المستجدات:
لتبقى على اطلاع دائم بآخر الأخبار الفنية وقضايا المشاهير، انضم إلينا عبر منصاتنا:
لا تفوت آخر الأخبار والمستجدات من “الدليل نيوز” تابع أسعار العملات العالمية: