
بقلم/ وجيه الصقار
# المعلمون ضحايا الوزارة
لأن وزيرنا “أبيض” وطيب، فإن جولته فى المدارس تقتصر على تقليب كراسات الطلاب، ولكن فاجأنا أمس بسؤال طالبات ثانوى: مين عايز يبقى دكتور؟ رفعت بعض الطالبات أيديهن.. ثم من يريد أن يكون مهندسا؟ رفعت أخريات أيديهن.. فبادر: ومن يريد أن يكون مدرسا ؟ فلم ترفع طالبة واحدة يدها، فأبدى الوزير استغرابه، وسأل مستنكرا: كلكم مش عايزين تشتغلوا مدرسين ؟!
وأنا اتعجب من سؤال الوزير.. فهناك نحو 2 مليون مدرس بالاسم ترفض الدولة تعيينهم، ولا أمل لهم فى العمل أو حتى فى الحياة، دمرتهم الوزارة تماما بين تقديم واختبارات ووساطات وتدريب عسكرى، وفلوس ضاعت فى الهواء. ومن المعروف أن دمج مواد الثانوية أو إلغائها جاء للهروب من تعيينات جديدة.
ثم يصرح بأننا حققنا اكتفاء من المعلمين، وهو اكتفاء وهمى لعجز بلغ أكثر من 660 ألف معلم، مع معاملة أكثر من سيئة للعاملين فى الرواتب والعلاوات، تلك الطالبات كشفن عن وعى بمهازل التعليم، وهن فى قلب المشكلة من حالة المدرس المزرية فى وظيفته ومكانته، فهو بلا حقوق يتحمل حصصا إضافية عنوة معظمها مجانا، وبرامج أعمال سنة جنونية مضاعفة فى اختبارات أسبوعية وشهرية، ومقتول فى علاوته المتجمدة حتى عام 2014 ورواتبه المعدومة, ومن يعمل بالحصة مؤقتا، تلقيه الوزارة بالشارع فى آخر الدراسة، ليتسول طعامه وملابسه بقية السنة، وتحرمه حقه الإنسانى فى الاستقرار الاجتماعى، ويصبح شبه إنسان وتمر أعوام عمره هباء، يجرى على المسابقات بلا جدوى،
لأنه أخطأ خطأ العمر بدخول كلية التربية، فلا مجال له إلا التدريس المستحيل، بينما قرينه فى أى تخصص آخر له فرص للعمل كثيرة ورواتب مميزة وربما فى وظائف مرموقة، وأصدق تعبير هو حالات ضرب الطلاب للمدرسين فى لجان الامتحانات مع تجاهل الوزارة، آخرها بالأمس وما شهدناه بتعرض مدرس للضرب وتمزيق ملابسه على يد طالب، والذى أتى بأسرته بعدها وضربوا مدرسى ومسئولى المدرسة،
ثم نجد رد فعل الوزارة بفصل الطالب للعام الدراسى الحالى فقط، مع مجرم تعدى على قدسية التعليم والمعلم والمدرسة، والقرار الأنسب هو شطبه من التعليم مدى الحياة، وأقلها الفصل لعامين دراسيين وتحويله إلى منازل، ورأيت واقعة ونحن فى الجامعة، عندما احتد طالب فقط على معيد وكان يغش ففصلته الجامعة عامين، أما فى وزارتنا فإن للطالب سيوقع صلحا مع المدرس تحت ضغوط الخوف على ضياع مستقبله، أو بسلطة معينة،
ثم يدخل الامتحان مع زملائه لأن المدرس مهان مهان ..ثم يسأل الوزير لماذا ترفضون التدريس؟! عندما كان هناك تعيين واحترام للمدرس كانت كليات التربية تقبل مجاميع قريبة من الطب، مع مدرسين متميزين تعيش عليهم الوزارة الآن.. فلم يتعجب الوزير من أن الطلاب لايريدون العمل بالتدريس ..اليس هذا يثير العجب..أنصفوا شباب المعلمين الذين ضاعوا على يديكم ..
كن جزءًا من مجتمع الدليل نيوز وتابع أهم المستجدات:
لتبقى على اطلاع دائم بآخر الأخبار الفنية وقضايا المشاهير، انضم إلينا عبر منصاتنا:
لا تفوت آخر الأخبار والمستجدات من “الدليل نيوز” تابع أسعار العملات العالمية: