
لا يختلف اثنان على أن أحمد عبد الجواد، نائب الأمين العام لحزب مستقبل وطن، قد استطاع أن يثبت حضوره في العمل العام والحزبي خلال السنوات الأخيرة، بعد رحلة مهنية تنقل خلالها من العمل في إحدى الجهات الأمنية إلى ممارسة مهنة المحاماة، ثم خوض غمار العمل السياسي والتنظيمي داخل الحزب.
وبالرغم من أنني، كصحفي، لم تجمعني به لقاءات مباشرة، إلا أن ما كنت أسمعه من شهادات المحيطين به كان دائمًا يترك انطباعًا إيجابيًا: حديث عن دماثة خلقه، وانحيازه للعمل الجاد، وحرصه على التعامل الإنساني قبل أي اعتبارات أخرى.
لكن، وفي المقابل، ثمة ممارسات من بعض مؤيديه وأنصاره تستوقف المراقبين، إذ يبالغ البعض في تمجيده إلى حد تصويره في صورة “الملاك الذي لا يخطئ”، وكأن النقد أو المراجعة أمر محظور في شأنه. هذه الصورة، وإن كان بعضها نابعًا من حسن نية، قد تتحول إلى عبء على الرجل نفسه، إذ تعطي انطباعًا غير صحيح بأنه في منطقة معزولة عن النقد أو المناقشة.
المقربون من عبد الجواد يؤكدون العكس تمامًا؛ فهو، بحسب ما ينقلون، منفتح على الرأي الآخر، يتقبل النقد البناء بروح رحبة، ويستشير أصحاب الخبرة ومن هم أكثر تجربة في العمل الحزبي. وهو، مثل أي إنسان، يصيب ويخطئ، ولا يمانع في مراجعة المواقف إذا ثبت له أن هناك ما هو أصوب.
الواقع أن القادة السياسيين، مهما بلغ رصيدهم من الشعبية والإنجازات، يظلون في النهاية بشرًا. والمبالغة في التمجيد لا تخدمهم بقدر ما تضعهم في صورة مصطنعة، قد تفصلهم عن قواعدهم وتمنح خصومهم مادة للنقد. والرهان الحقيقي لأي شخصية عامة، وعلى رأسهم أحمد عبد الجواد، هو أن تبقى صورتها مرتبطة بالإنجاز والقدرة على المراجعة، لا بالحصانة الزائفة التي يصنعها الإطراء المفرط.
كن جزءًا من مجتمع الدليل نيوز وتابع أهم المستجدات:
لتبقى على اطلاع دائم بآخر الأخبار الفنية وقضايا المشاهير، انضم إلينا عبر منصاتنا:
لا تفوت آخر الأخبار والمستجدات من “الدليل نيوز” تابع أسعار العملات العالمية: