عربي وعالمي

“طوفان الأقصى”.. عامان من الدمار والمأساة الإنسانية في غزة… هل اقتربت نهاية الحرب؟

طوفان الأقصى وما بعدها.. دخلت الحرب الأخيرة على قطاع غزة، التي بدأت بهجوم مفاجئ من فصائل المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر 2023، والذي أطلق عليه اسم “طوفان الأقصى”، عامها الثاني، لتصبح واحدة من أطول وأعنف الصراعات في تاريخ القضية الفلسطينية الحديث.

وبينما تستمر العمليات العسكرية وتتوسع دائرة العنف، يواجه القطاع المحاصر كارثة إنسانية غير مسبوقة وتدميراً هائلاً للبنية التحتية.

​”طوفان الأقصى”.. الشرارة التي أشعلت الجحيم

في فجر السابع من أكتوبر 2023، شنت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى عملية عسكرية غير مسبوقة شملت إطلاق آلاف الصواريخ واقتحام بلدات ومواقع عسكرية في غلاف غزة، مثّل هذا الهجوم مفاجأة مدوية للأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية، وتسبب في مقتل مئات الإسرائيليين وأسر آخرين.

جاء الرد الإسرائيلي سريعاً وواسع النطاق، حيث أعلنت إسرائيل الحرب على حماس بهدف القضاء عليها وتفكيك قدراتها العسكرية، وبدأت حملة قصف جوي مكثف تبعتها عملية برية واسعة النطاق شملت اجتياح معظم مناطق القطاع.

طوفان الأقصى

“طوفان الأقصى”.. ​المأساة الإنسانية

​خلال فترة الحرب، شهد قطاع غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة. الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة في غزة تشير إلى عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال.

كما فاق عدد المفقودين الآلاف تحت الأنقاض، ما يرفع الحصيلة النهائية المتوقعة بشكل كبير.

​أبرز التداعيات الإنسانية واللوجستية بعد عملية طوفان الأقصى:

​نزوح مليونان فلسطيني: أجبرت العمليات العسكرية والقصف المتواصل نحو 90% من سكان القطاع على النزوح القسري، ما أدى إلى اكتظاظ هائل في مناطق الجنوب، خاصة في رفح وخان يونس، قبل أن تتوسع العمليات العسكرية لاحقاً إلى هذه المناطق.

​انهيار القطاع الصحي: تعرضت معظم المستشفيات والمرافق الطبية لعمليات قصف أو حصار واقتحام، ما أدى إلى خروج الغالبية العظمى منها عن الخدمة، وتسببت الهجمات في استشهاد مئات الكوادر الطبية.

مجاعة وشيكة: نتيجة للحصار المشدد والقيود على دخول المساعدات الإنسانية والوقود، حذرت الأمم المتحدة من أن سكان غزة يواجهون مجاعة حادة وشيكة، خاصة في مناطق الشمال، ما يهدد حياة الأطفال والمسنين بشكل خاص.

​دمار شامل: تشير التقديرات الأممية إلى أن الحرب محت نحو 70 عاماً من التقدم التنموي في القطاع، حيث دُمرت أو تضررت بشكل بالغ عشرات الآلاف من الوحدات السكنية والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس والبنية التحتية الأساسية.

​توسع دائرة الصراع وآفاق التسوية

​لم يقتصر تأثير الحرب على قطاع غزة والساحة الإسرائيلية، بل توسعت دائرة الصراع لتشمل عدة جبهات إقليمية:

​جبهة لبنان: تصاعدت الاشتباكات بشكل شبه يومي بين حزب الله والجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية، ما أدى إلى سقوط ضحايا ونزوح السكان من الطرفين.

اليمن وإيران: تدخلت جماعة الحوثي في اليمن عبر استهداف سفن في البحر الأحمر، فيما شهدت المنطقة تصعيداً بين إيران وإسرائيل وصولاً لتبادل ضربات مباشرة وغير مسبوقة.

​على المستوى السياسي، تعثرت جهود الوساطة التي تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة لإبرام صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، نظراً لتمسك الأطراف بشروط متباينة، أبرزها إصرار إسرائيل على استمرار الحرب حتى القضاء على حماس، وإصرار المقاومة على وقف دائم للعدوان وانسحاب القوات الإسرائيلية.

​تساؤلات حول المستقبل

​مع استمرار العمليات العسكرية في أجزاء واسعة من غزة، يظل مستقبل القطاع غامضاً.

لم تنجح إسرائيل حتى الآن في تحقيق أهدافها المعلنة بشكل كامل، في حين يواجه الفلسطينيون تحدياً وجودياً يتمثل في إعادة بناء حياتهم ووطنهم المدمر.

تضغط الأوساط الدولية من أجل إحياء حل الدولتين ووضع خطة شاملة لإعادة إعمار غزة، ولكن هذه الجهود تصطدم برفض إسرائيلي وتصعيد مستمر في الميدان.

ويبقى السؤال الأبرز في هذه الآونة.. ​هل سيشهد العالم انفراجة قريبة في محادثات التهدئة والوصول لوقف شامل لإطلاق النار؟

تابعنا على واتسابتابعنا علي
واتس اب
تابعنا على يوتيوبتابعنا علي
يوتيوب
تابعنا على فيسبوكتابعنا علي
فيسبوك
تابعنا على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights