
كتب: وجيه الصقار
بات واضحا أن التعليم في مصر 2025 ليس من اهتمامات الدولة حتى أصبح تجارة رخيصة تدوس بتروسها الحادة أبناء الفقراء الطامحين، عندما طالبت بالاستفادة من الفراغات بالكليات الحكومية بعد التحاق نحو 50 ألف طالب مقيد بها بكليات خاصة وأهلية، وأصبح المجال مفتوحا لإعادة توزيع وتقليل اغتراب الطلاب لتفادى حوادث القتل على الطريق، معتقدا بحسن نية أن المسئولين يتوافر لديهم نوعا من المسئولية والوطنية،
لكن اصطدمت بحقيقة مؤلمة بأن تعليم أبناء الفقراء والجامعات ليس من أهداف الدولة ليذهب الخريج إلى الجحيم أو المقاهى أو ينتحر فلا أمل فى العمل، ولو أدى لتخلف الوطن، لتكتمل الدائرة الجهنمية بعد كوارث الثانوية العامة التى تتميز بسماعات الغش، واللجان المباعة، وبيع الدرجات حسب مؤشرات مؤكدة فى جرائم موثوقة، ولم يعاقب مخالف ولو شكليا، وجاء دور الجامعات لتجهز على البقية من طموح أسر وأبناء الفقر ، فلا مكان لهم فى تعليم متميز فى بلدنا.
الجامعات الأهلية والخاصة: تدمير للعدالة الاجتماعية والتعليم
بتحطيم أسس الدستور والقانون والعدالة الاجتماعية والتعليم، والذى يفترض المساواة بين أبناء الوطن فى حق التعليم الجيد، فزميله فى نفس السنة الدراسية يتلقى تعليما متميزا عالميا، فى برامج علمية متقدمة، ولكن أمام حيلة شياطين التعليم عديمى الضمير، فتحوا مسارات خاصة بمسمى الجامعات الأهلية والخاصة، بل امتدت الجريمة لعمل تعليم خاص حتى فى داخل الجامعات الحكومية بمسمى الجامعات الأهلية، بنظام تمييز عنصرى، فاخترعت مسارات موازية حتى فى داخل أقسام الكلية الحكومية مثل “الكريدت” والساعات المعتمدة والتعليم المتميزة بمبالغ خيالية محفزة الطلاب للالتحاق بها بين تعليم باللغات والشهادات الأجنبية على أساس أن شهادتها توفر لهم فرص العمل المتميز والمضمون، كما ذكر وزير التعليم العالى، لتكسر أسس المساواة بين المواطنين.
مكتب التنسيق المغلق وتجارة التعليم
حتى إذا طلب المواطن انتقال ابنه أو تقليل الإغتراب إلى أماكن خلت بالكلية نتيجة انتقال طلاب منها إلى التعليم الخاص أوالأهلى، يكون الرد هو الرفض، فعندما تسأل يقولون لك مكتب التنسيق مغلق ..تعالى مسار خاص.. يعنى نكسر أبو التنسيق، بس أدفع.. مسخرة وتآمر على المواطن، وتفتح أبواب تجارة التعليم متخطية مكتب التنسيق المغلق أمام الفقراء، كما يهدد استقرار الوطن بعقلية السادة والعبيد، وتدمير قيم وأخلاق الأجيال،
فلا مكان لتعليم متميز لـ أولاد الفقراء المطحونين ( أولاد.. ال) الذين هم قاعدة الاقتصاد وشهداء الحروب، للدفاع عن المرتزقة الأسياد بمسمى الوطنية والاستشهاد فى سبيل الوطن والدين، الآن فهمت لماذا يرفضون فتح الفرصة لإعادة توزيع الطلاب فى الأماكن الفارغة بالكليات الحكومية فهم يحتجزونها لأبناء الصفوة المشكوك فى دخل معظمهم لأن الطالب مصروفاته ربما تتعدى الملايين فى دراسته من المال الحرام ..ولا عزاء فى مستقبل أبناء الفقراء.
الدليل نيوز عشان البلد والناس
لتبقى على اطلاع دائم بآخر المستجدات والتطورات في جميع المجالات، ندعوك للانضمام إلى مجتمعنا.