
كتب: منصور عبد المنعم
صرحت جهات التحقيق في محافظة الإسماعيلية بدفن جثمان التلميذ المجني عليه محمد. أ. م، ضحية زميله الذي أقدم على قتله وتقطيع جسده إلى أشلاء بواسطة منشار كهربائي، بعد انتهاء مصلحة الطب الشرعي من تشريح الجثمان وبيان سبب الوفاة، وتسليمه إلى ذويه لدفنه بمسقط رأسه وسط حالة من الحزن العارم.
وأكدت تقارير الطب الشرعي أن عملية التشريح جاءت لبيان سبب الوفاة وتاريخها وكيفية حدوثها، وتم ضم التقرير الكامل إلى أوراق القضية التي تباشرها النيابة العامة، تمهيدًا لاستكمال التحقيقات.
وفي تطور جديد، أمرت جهات التحقيق بإيداع المتهم يوسف. أ. – البالغ من العمر 13 عامًا – داخل إحدى دور الرعاية لمدة سبعة أيام قابلة للتجديد، على أن يُعرض مجددًا بعد انتهاء المدة للنظر في أمر الإيداع. كما قررت انتداب الطب الشرعي لتحليل العينات المأخوذة من المتهم والمجني عليه لبيان الملابسات الكاملة للجريمة.
وكانت التحقيقات قد كشفت أن التلميذ المتهم استدرج زميله إلى منزله بمنطقة المحطة الجديدة بدائرة قسم أول الإسماعيلية، واعتدى عليه بعصا خشبية حتى فارق الحياة، ثم استخدم منشارًا كهربائيًا لتقطيع الجثمان وإخفاء معالم الجريمة.
وقامت الأجهزة الأمنية باصطحاب المتهم إلى عدة مناطق قرب كارفور الإسماعيلية حيث ألقى أجزاء من الجثة في أكثر من موقع، منها أسفل الكوبري، وخلف كارفور، وفي بركة مائية، فضلًا عن قطعة وُجدت في بحيرة الصيادين. وتم تمثيل الجريمة بالكامل بحضور النيابة العامة وسط إجراءات أمنية مشددة.
وأوضحت التحريات أن المتهم اعترف تفصيليًا بارتكاب الجريمة، مؤكدًا أنه استوحى طريقة القتل من أحد الألعاب الإلكترونية ومن فيلم أجنبي شاهده مؤخرًا، فقرر تقليد المشهد وتنفيذه على زميله بعد مشادة كلامية نشبت بينهما.
من جانبه، شكّل اللواء أحمد عليان مدير مباحث الإسماعيلية، فريق بحث موسّع برئاسة العميد مصطفى عرفة رئيس مباحث المديرية، والمقدم محمد هشام مفتش المباحث، والمقدم أحمد جمال رئيس مباحث المركز، وعدد من ضباط البحث الجنائي، لتحديد هوية الجاني وضبطه في أسرع وقت.
ونجحت الأجهزة الأمنية بالفعل في كشف غموض الحادث خلال ساعات، حيث تم العثور على أشلاء المجني عليه بالقرب من فرع كارفور الإسماعيلية، ونُقل الجثمان إلى مشرحة مستشفى جامعة قناة السويس تحت تصرف جهات التحقيق، التي أمرت بحبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات واستكمال تمثيل الجريمة ميدانيًا.
وتعيش مدينة الإسماعيلية منذ الحادث حالة من الذهول والاستنكار الشعبي، خاصة أن الجريمة ارتكبها طفل في سن الثالثة عشرة، ما أثار نقاشًا واسعًا حول تأثير الألعاب الإلكترونية ومحتوى العنف في وسائل الترفيه على سلوكيات الأطفال والمراهقين.