صور.. فستان زفاف ابنة مستشار خامنئي يشعل غضب الإيرانيين

أثار انتشار فيديو لحفل زفاف فاطمة شمخاني، ابنة علي شمخاني المستشار السياسي للمرشد الإيراني علي خامنئي، موجةً كبيرة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما ظهرت العروس بفستان أبيض مكشوف الكتفين ومنخفض الصدر خلال الحفل الذي أُقيم في فندق “إسبيناس بالاس” الفخم في طهران.
وانتشر الفيديو يوم 17 أكتوبر عبر موقع التواصل الاجتماعي “X”، مصحوباً بتعليقات متباينة بين مؤيدين اعتبروا الإطلالة “شخصية وخاصة”، وآخرين رأوا فيها “تناقضاً صارخاً مع القوانين المفروضة على عامة الإيرانيين”.
الفستان الذي حمل توقيع دار أزياء أوروبية شهيرة، تميز بتفاصيل دقيقة وتطريزات راقية، مع تصميم ضيق عند الخصر وتنورة منسدلة بخامة لامعة، فيما أكملت العروس إطلالتها بطرحة تول طويلة وتسريحة نصف مرفوعة بسيطة.
وعكست الإطلالة مزيجاً من الرقي الغربي والبساطة الشرقية، بعيداً عن المبالغة المعتادة في حفلات النخبة السياسية الإيرانية.
انتقادات حادة وتذكير بالفوارق الاجتماعية
تزامن انتشار الفيديو مع تقارير عن نية السلطات نشر 80 ألف عنصر جديد من “شرطة الأخلاق” في العاصمة لمراقبة التزام النساء بالزي الإسلامي، ما زاد من حدة الانتقادات الموجهة للنخبة الحاكمة.
وعلّق ناشطون بأن “البذخ في الحفل” و“الحرية الممنوحة لأبناء المسؤولين” يتناقضان مع الواقع المعيشي الصعب الذي يعيشه ملايين الإيرانيين، إذ تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن نحو نصف سكان البلاد البالغ عددهم 92 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر.
الناشطة مسيح علي نجاد اعتبرت في منشور لها أن الفيديو “يكشف النفاق السياسي والاجتماعي” في البلاد، بينما وصف النائب السويدي من أصل إيراني عليرضا آخوندي المشهد بأنه “دليل على التناقض بين سلطة الدين ومتطلبات الحياة الحديثة في إيران”.
خلفيات سياسية وتاريخ اجتماعي
يُعد علي شمخاني من أبرز الشخصيات في المؤسسة الأمنية الإيرانية، حيث شغل منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي حتى مايو 2023، قبل أن يُعيَّن مستشاراً سياسياً للمرشد الأعلى.
وتشير تقارير إلى أن الزفاف أُقيم فعلياً في أبريل 2024، لكنه لم يُتداول على نطاق واسع إلا بعد تسريب المقطع المصور.
من مهسا أميني إلى صراع الأجيال
أعادت الواقعة إلى الأذهان قضية مهسا أميني التي توفيت عام 2022 بعد احتجازها من شرطة الأخلاق، ما أشعل احتجاجات واسعة للمطالبة بالحريات الشخصية.
ورغم مرور أكثر من ثلاث سنوات، ما زال الحجاب الإلزامي موضوعاً مركزياً في الجدل الإيراني بين من يراه رمزاً دينياً ومن يعتبره تقييداً للحرية الفردية.
ويشير مراقبون إلى أن واقعة زفاف ابنة شمخاني تعكس عمق الفجوة بين القوانين الرسمية وتطلعات الجيل الجديد، مؤكدين أن استمرار هذه النقاشات قد يمهد لمرحلة جديدة من الحوار الاجتماعي حول التوازن بين التقاليد والحرية الشخصية في إيران.
![]() واتس اب |
![]() يوتيوب |
![]() فيسبوك |
![]() |