مصر تصنع “ناشر اللهب” محلياً: توفير ملايين الدولارات لقطاع الكهرباء

في خطوة نوعية نحو تعميق التصنيع المحلي ودعم الاقتصاد الوطني، حقق مركز بحوث وتطوير الفلزات إنجازاً علمياً وصناعياً بارزاً بتصنيع مكون “ناشر اللهب” لمحطات توليد الكهرباء بنسبة 100% محلياً. هذا الإنجاز يُمثل بديلاً استراتيجياً للمنتج المستورد، ويوفر للدولة ملايين الدولارات، ويؤكد على قدرة الكفاءات المصرية على الابتكار وتوطين التكنولوجيا المتقدمة.
إنجاز مصري يخدم قطاع الطاقة الاستراتيجي
ثمن الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدور الحيوي للمراكز البحثية في دعم خطط الدولة نحو توطين التكنولوجيا وتعميق التصنيع المحلي، مشدداً على أهمية البحث العلمي التطبيقي في توفير بدائل محلية للمنتجات المستوردة. يأتي هذا الإنجاز لمركز بحوث وتطوير الفلزات ليترجم هذه التوجيهات على أرض الواقع، مؤكداً قدرة مصر على تحقيق الاكتفاء الذاتي من المكونات الفنية عالية التقنية في قطاعات حيوية كـ توليد الكهرباء.
- ناشر اللهب مُصنع محلياً بنسبة 100% يوفر 60% من تكلفة الاستيراد.
- القطعة تتميز بقدرتها على تحمل 1000 درجة مئوية بمعالجة حرارية متقدمة.
- الإنتاج المحلي يساهم في تقليل فاتورة الاستيراد ودعم الصناعة الوطنية.
أعلن الدكتور إبراهيم غياض، القائم بأعمال رئيس مركز بحوث وتطوير الفلزات، عن نجاح فريق المسبك التجريبي بالمركز، برئاسة الدكتور نادر الباجوري، رئيس قسم تكنولوجيا السباكة، في تصنيع مكوِّن “ناشر اللهب” (Flame Distributor) ليحل محل المستورد. هذه القطعة الحيوية تُستخدم في وحدات محطات توليد الكهرباء لتوزيع الهواء الساخن بزاوية محددة على ريش التوربينات، مما يضمن أعلى كفاءة في تحويل الطاقة الحرارية إلى كهربائية.
جودة عالمية بتكلفة مصرية
أوضح الدكتور نادر الباجوري أن إنتاج “ناشر اللهب” تم في المسبك التجريبي بالمركز بنسبة تصنيع محلي 100% لإحدى محطات الكهرباء في مصر، بتكلفة لا تتجاوز 40% من تكلفة الاستيراد، أي توفير يقارب 60% من قيمته. فالقطعة الواحدة المستوردة من شركة INSULDO الإيطالية تصل تكلفتها إلى نحو 2000 دولار أمريكي، بينما تمكن المركز من تصنيعها محلياً بتكلفة لا تتجاوز 35 ألف جنيه مصري فقط، مع الحفاظ على نفس السبيكة والتركيب الكيميائي والخواص الميكانيكية للقطعة الأصلية، وقدرتها على تحمل درجات حرارة تصل إلى 1000 درجة مئوية.
أثر اقتصادي مستدام وتوسع في الصناعات
تُعتبر هذه الخطوة ذات أثر اقتصادي كبير ومستدام، حيث تحتاج محطة الكهرباء الواحدة إلى 72 قطعة من “ناشر اللهب”، بمعدل استهلاك سنوي يتراوح بين 18 إلى 24 قطعة. هذا الإنتاج المحلي لا يقلل الاعتماد على الاستيراد فحسب، بل يدعم أيضاً الاقتصاد الوطني ويوفر فرص عمل. أكد الدكتور إبراهيم غياض أن هذا الإنجاز يُمثل نقلة نوعية في جهود المركز لتعميق التصنيع المحلي، مشيداً بجهود فريق الباحثين والمهندسين. ولفت إلى أن المسبك التجريبي بالمركز ينتج بالفعل العديد من قطع الغيار للصناعات المعدنية المتنوعة، مثل قطاع السيارات، وهيئة السكك الحديدية، وهيئة قناة السويس، ووزارة الإنتاج الحربي، والهيئة العربية للتصنيع، وشركات الخدمات البترولية، وشركة المقاولون العرب، مما يعكس دور المركز المحوري في دعم الصناعة المصرية.
الدليل نيوز عشان البلد والناس
لتبقى على اطلاع دائم بآخر المستجدات والتطورات في جميع المجالات، ندعوك للانضمام إلى مجتمعنا.




