الإفتاء توضح.. ما أفضل صدقة جارية على روح المتوفى؟

أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال ورد إليها حول أفضل أنواع الصدقة الجارية التي يمكن تقديمها عن روح المتوفى، مؤكدة أن الصدقة الجارية تُعد من أعظم الأعمال التي تصل نفعها للميت، لما فيها من استمرار للأجر بعد وفاته، امتثالًا لقول النبي ﷺ: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له.”

مفهوم الصدقة الجارية وأمثلتها التقليدية

وأوضح الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الصدقة الجارية تعني كل عمل خيري يستمر نفعه لفترة طويلة بعد تنفيذِه، بحيث يظل أثره قائمًا حتى بعد وفاة المتصدق.

وأشار إلى أن هناك أفكارًا تقليدية شائعة بين الناس للصدقات الجارية، مثل إنشاء سبيل مياه للشرب في المناطق الفقيرة، أو المشاركة في بناء مسجد أو مدرسة أو مستشفى، لافتًا إلى أن هذه الأعمال تندرج جميعها تحت مظلة الصدقة الجارية التي يستمر أجرها وثوابها ما دام الناس ينتفعون بها.

أفكار استثنائية للصدقات الجارية

وأضاف ممدوح خلال فيديو بثته دار الإفتاء على قناتها الرسمية عبر “يوتيوب”، أن الصدقة الجارية لا تقتصر فقط على المشروعات المعروفة، بل يمكن أن تتخذ أشكالًا استثنائية تواكب احتياجات العصر، مثل المشاركة في عمليات جراحية حرجة لإنقاذ حياة مريض لا يستطيع تحمل تكاليف العلاج، أو المساهمة في إنشاء مراكز بحثية أو تعليمية تعود بالنفع المستمر على المجتمع.

وأوضح أن الفكرة الجوهرية في الصدقة الجارية تكمن في أن يستمر نفعها دون انقطاع، وأن تكون نيتها خالصة لله تعالى ابتغاءً للأجر والثواب.

صدقة السر.. الأفضل عند الله

من جانبه، أكد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن أفضل أنواع الصدقات على الإطلاق هي صدقة السر، وهي الصدقة التي يقدمها الإنسان في الخفاء دون أن يعلن عنها أو يخبر بها أحدًا، لما تحمله من إخلاص وصفاء نية.

وأشار إلى أن الله تعالى أثنى على هذا النوع من الصدقات في قوله: “إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ”.. (سورة البقرة: الآية 271).

الصدقة عن المتوفى.. دعاء وأجر دائم

واختتمت دار الإفتاء توضيحها بالتأكيد على أن الصدقة عن روح المتوفى تصل إليه بإذن الله، سواء كانت صدقة جارية أو مؤقتة، وأن أفضل ما يمكن أن يقدمه الأبناء والأقارب للميت هو الاستمرار في أعمال الخير والدعاء له بالرحمة والمغفرة، لأن ذلك من أعظم صور البر بعد الوفاة.

تابعنا علي واتس اب

تابعنا علي يوتيوب

تابعنا علي فيسبوك