“موقف العاشر الجديد.. أزمة يومية لطلاب بلبيس بين الانتظار والتأخير”

إعداد : منصور عبد المنعم
معاناة تبدأ مع أول ضوء شمس وتنتهي بعد الغروب
في ساعات الصباح الأولى، وعلى مداخل مدينة بلبيس، يتجمّع مئات الطلاب في انتظار سيارات الأجرة التي تقلّهم إلى مدينة العاشر من رمضان حيث الجامعات والمعاهد والمدارس الفنية.
لكن السيارات لا تأتي.
وفي المساء، ومع انصراف المحاضرات في الثالثة أو الرابعة عصرًا، يتكرر المشهد ذاته في الاتجاه المعاكس داخل الموقف الجديد بمدينة العاشر من رمضان. والنتيجة واحدة: تأخير، وتكدس، ومعاناة يومية متكررة.
أين المشكلة؟
السبب – كما يؤكده الطلاب والسائقون على السواء – ليس في قلة السيارات، بل في توجّه أغلب السائقين صباحًا ومساءً لنقل عمال المصانع الخاصة بعقود يومية أكثر ربحًا من تحميل الركاب من الموقف.
وبذلك تُترَك خطوط النقل شبه خالية في الأوقات الحرجة.
يقول محمد حمدي، طالب بكلية تكنولوجيا العاشر:
“كل يوم بنقف في بلبيس من الساعة ستة ونص ومفيش عربية، لأن السواقين بيبقوا رايحين ياخدوا عمال المصانع، .
وتضيف أسماء رضا، طالبة في أحد المعهد بالعاشر :
“نخلص محاضراتنا الساعة تلاتة أو أربعة، ننزل الموقف الجديد مفيش عربية راجعة بلبيس، لأنهم وقتها بيبقوا رايحين ينقلوا العمال اللي بيخلصوا ورديتهم، والموقف يفضل فاضي.”
الموقف الجديد… تصميم جميل ومعاناة مستمرة
منذ افتتاح الموقف الجديد بمدينة العاشر من رمضان، كان الهدف تنظيم حركة النقل بين المدن وتقليل الفوضى، لكن غياب الرقابة حوله إلى نقطة ازدحام بلا سيارات في أوقات الذروة.
يقول أحد الطلاب:
“الموقف كبير ومنظم، بس فاضي، مفيش عربيات في الوقت اللي الناس محتاجاها. المفروض يكون في رقابة على السواقين اللي بيسيبوا الموقف ويروحوا يشتغلوا نقل خاص.”
أسباب الأزمة بالتفصيل
- تحويل السائقين مسارهم لنقل عمال المصانع صباحًا ومساءً، وهو عمل يدرّ عليهم ربحًا أكبر من أجرة الركاب.
- غياب الرقابة المرورية التي تُلزم السائقين بالعمل على الخط الرسمي بلبيس–العاشر.
- عدم وجود جدول ثابت للرحلات أو خطوط ترددية تغطي فترات الذروة.
النتائج اليومية على الطلاب
- تأخر مستمر عن المحاضرات، وتأثر الأداء الدراسي.
- إرهاق بدني ومعنوي بسبب الانتظار الطويل في الصباح والمساء.
صوت من الشارع
ويعلّق أحد أولياء الأمور:
“إزاي مدينة بحجم العاشر من رمضان، فيها جامعات ومعاهد ومصانع، ميبقاش فيها نقل منظم للطلبة؟ لازم حل عاجل.”
المقترحات العملية للحل
- تشديد الرقابة على السائقين لضمان التزامهم بالتحميل من الموقف الرسمي.
- تخصيص خطوط نقل جامعية ثابتة تربط بلبيس بالعاشر في مواعيد محددة صباحًا ومساءً.
- تشغيل باصات ترددية تشرف عليها الإدارة المحلية أو الجامعات.
طلاب العلم لا يجب أن يدفعوا ثمن الجشع
الموقف الجديد في العاشر من رمضان مشروع حضاري في المظهر، لكنه تحوّل في الواقع إلى مركز أزمة لطلاب بلبيس والعاشر.
فما فائدة المظلات الخرسانية والمباني الحديثة إذا ظلّ الطالب ينتظر ساعة كاملة في الصباح ليصل إلى محاضرته، ثم يعود في المساء مرهقًا من الوقوف في موقف بلا سيارات؟
المسؤولية واضحة: الرقابة الغائبة، والسائقون الذين فضّلوا المكسب السريع.
ويبقى الأمل في أن تتحرك الجهات التنفيذية سريعًا لإنقاذ آلاف الطلاب من رحلة العذاب اليومية بين بلبيس والعاشر.





