“أفراح أم مأساة؟.. حوادث إطلاق النار والاستعراضات بالمركبات تهدد أرواح الشباب”

إعداد : منصور عبد المنعم
في قرى ومدن مصر، تتحول بعض الأفراح والمناسبات إلى كوارث محتملة، بفعل ظاهرة إطلاق النار في الهواء والاستعراض بالموتوسيكلات والسيارات. تلك الممارسات التي قد تبدو للبعض مجرد “تقاليد احتفالية” تتحول في كثير من الأحيان إلى مأساة، حيث تتسبب في إصابات خطيرة ووفاة الأبرياء، وسط غياب التوعية الكافية وفرض الرقابة الصارمة.
تفاصيل المشكلة:
تشير تقارير أمنية وطبية إلى زيادة ملحوظة في الحوادث الناجمة عن إطلاق النار في الأفراح، خاصة عند استخدام أسلحة نارية غير مرخصة أو ذخيرة حية. كما أصبح استعراض الشباب بالموتوسيكلات والسيارات، خصوصًا في الشوارع الضيقة، سلوكًا شائعًا يفاقم خطورة هذه المناسبات.
في العديد من الحالات، تكون الضحية من الأطفال أو المارة الأبرياء، أو حتى من الشباب المشاركين في الاحتفال أنفسهم. حادثة شهيد الشباب عبد الله بدر، الذي فقد حياته في استعراض بالموتوسيكل أثناء حفل زفاف، تبرز حجم الخطر الذي يعيشه المجتمع المحلي.
ردود الفعل والتأثير الاجتماعي:
الأهالي في القرى المتضررة يشعرون بالغضب والإحباط، مؤكدين أن هذه الحوادث لم تعد حوادث عرضية، بل أصبحت ظاهرة تهدد حياة الأبناء بشكل يومي. في الوقت نفسه، يعاني الشباب الذين يمارسون هذه العادات من ضغوط اجتماعية ونفسية، خصوصًا بعد وفاة أو إصابة أصدقائهم، مما يزيد من شعورهم بالإحباط والعجز عن مواجهة التقاليد السيئة.
الأسباب الجذرية:
-
قلة التوعية: غياب برامج التثقيف حول مخاطر إطلاق النار والاستعراضات الخطرة.
-
ضعف الرقابة: عدم وجود إجراءات فعّالة تمنع بيع واستخدام الأسلحة النارية غير القانونية.
-
التقليد الاجتماعي: انتشار هذه الممارسات بين الشباب كجزء من الاحتفال والهيبة المجتمعية.
-
غياب البدائل الترفيهية: قلة الفعاليات البديلة للشباب تشجعهم على البحث عن الإثارة بطرق خطرة.
مقترحات الحلول:
-
تكثيف الحملات التوعوية في المدارس والمساجد ووسائل الإعلام المحلية عن خطورة إطلاق النار.
-
فرض رقابة صارمة على بيع الأسلحة النارية والذخيرة، ومتابعة استخدام الموتوسيكلات والسيارات في الطرق العامة.
-
إنشاء بدائل شبابية للترفيه الآمن، مثل النوادي والملاعب والمسابقات الرياضية والثقافية.
-
تشجيع كبار العائلات والمشايخ على توجيه الشباب ونشر ثقافة السلامة خلال الاحتفالات.
بين التقاليد والاحتفالات، تظل أرواح الأبرياء معرضة للخطر. حان الوقت لإعادة النظر في طرق الاحتفال، وتحويل الأفراح إلى مناسبات آمنة للجميع، بعيدًا عن الرصاص والاستعراضات الخطرة، قبل أن يتحول الفرح إلى مأساة جديدة لا يمكن محوها.



