“مستشفى العاشر من رمضان الجامعي: صرح طبي متكامل… وأطباء أقل من الحاجة”
صرح صحي عملاق… لكن بمصير يشوبه غياب الكوادر

إعداد : منصور عبد المنعم
مستشفى العاشر من رمضان الجامعي، التابع لجامعة الزقازيق، يُعد من أبرز المشاريع الصحية في مدينة العاشر من رمضان، ويُمثّل إضافة استراتيجية لمنظومة الرعاية الصحية في المحافظة بطابعه الكبير وتجهيزاته المتقدمة، بدا كحل مثالي لتخفيف الضغط عن مستشفيات أخرى وتقديم مستوى عالٍ من الخدمات لسكان المدينة.
الإمكانيات والمبنى والتجهيزات
1-بنية تحتية ضخمة
- المبنى الرئيسي للمستشفى مكون من 5 أدوار، ويغطي مساحة إجمالية تبلغ حوالي 23,000 متر مربع.
- إلى جانب المبنى الطبي، هناك مبنى تعليمي مكوّن من طابقين، يحتوي على مدرجات وقاعات تدريس، ما يؤكد أن المستشفى يُعد أيضًا مركزًا أكاديميًا.
- خدمات إدارية، صيدليات، استقبال، معامل، بنك دم، غرفة طوارئ، وحدة مناظير، وغرف عمليات متقدمة كلها موجودة داخل هذا الصرح.
2-أسِرّة ووحدات حرجة
- طاقة المستشفى بحسب مصادر رسمية: 286 سريرًا
- من بين هذه الأسرة: 60 سريرًا للعناية المركزة، 30 حضانة للأطفال، و30 سريرًا لوحدة غسيل كلوي.
- يحتوي أيضًا على غرف عمليات كبرى، وغرف مناظير، وقسطرة قلب، وكذلك عدة غرف أشعة (رنين مغناطيسي، أشعة مقطعية، تداخلية، وموجات صوتية).
3-خدمات إضافية
- يوجد استراحة للزوار، كافتيريا، ومسجد داخل المستشفى بمساحة ملحوظة.
- المبنى أيضًا مجهّز بمرافق ضرورية مثل محطة أكسجين، محطّات طاقة ومياه، ومبنى للنفايات.
- من الناحية التعليمية، المبنى التعليمي يضم مدرجات كبيرة تسع 120 شخصًا بالإضافة إلى قاعات ومحاضرات إدارية.
4-تمويل كبير جدًا
- التكلفة المعلن عنها لإنشاء وتجهيز المستشفى تقترب من مليار جنيه، مما يعكس طموحًا كبيرًا من الجامعة والدولة لتقديم مستوى صحي رفيع.
- هذا الاستثمار الضخم يعكس ثقة في أداء المستشفى وكونه صرحًا نوعيًا لخدمة مدينة صناعية مثل العاشر من رمضان.
التحديات: قلة الموارد البشرية وكادِر الأطباء
رغم هذا البناء الضخم والتجهيزات المتطورة، يعيش المستشفى الجامعي في العاشر من رمضان معضلة حقيقية في الكوادر الطبية، حسب شكاوى ومصادر محلية:
1-نقص الأطباء والتخصصات
-
- هناك تحذير من عدد من أهالي المدينة بأن بعض التخصصات ما زالت غير مكتملة، أو الأطباء غير كافيين لمواجهة حجم المرضى المنتظرين.
- مدير مستشفيات جامعة الزقازيق صرح أخيرًا بأن هناك خطة لإعادة تنظيم جداول الدكاترة وتوفير التخصصات الناقصة من خلال التعاقد مع شركات طبية لتقديم بعض الخدمات.
- بعض أهالي العاشر وصفوا الخدمة بأنها “ممتازة من حيث المعدات، لكن الأطباء غير كافين” في بعض الأقسام، ما يجعل الضغط كبيرًا على الكادر الموجود.
2-شكاوى من إهمال ومدة انتظار طويلة
-
- منشورات على مواقع التواصل بينت شكاوى من “إهمال” أو تأخر تدخل الأطباء في بعض الحالات، خصوصًا في الطوارئ.
- بعض المرضى يروون أنهم انتظروا لساعات بعد وصولهم للمستشفى قبل تغيير الأطباء أو إجراء الفحوص اللازمة، ما يرفع من مخاطر بعض الحالات الحرجة.
3-عبء السكان
-
- مستشفى العاشر من رمضان الجامعي يُعد واحدًا من المرافق القليلة ذات التخصص العالي داخل المدينة، وهو ما يزيد من العبء، خاصة مع عدد سكان كبير وورُوِدات يومية من العمال.
- قلة الأطباء أو التخصصات غير المكتملة قد تؤدي إلى ضغط إضافي على الأطباء الحاليين، مما قد يؤثر على جودة الخدمة أو يزيد من الانتظار.
الأثر على سكان العاشر من رمضان
- المستشفى يُمثل أملًا كبيرًا لسكان العاشر من رمضان، الذين لفترة طويلة كانوا يعتمدون على مستشفيات بعيدة أو على التأمين الصحي فقط، وقد وصف بعض الأهالي افتتاحه بأنه “نقلة نوعية” في الخدمات الصحية.
- لكن الأمل قد يُخيب جزئيًا إذا استمر نقص الأطباء أو كان هناك تفاوت بين مبنى مجهز وأداء بشري دون المستوى، لأن أي صرح صحي ضخم يحتاج إلى كادر قوي ليحقق دوره الكامل.
- تأخر التوظيف أو بطء التعاقد مع أطباء متخصصين قد يعرّض خطة التشغيل الكاملة للمستشفى للخطر، وخاصة في الأقسام التي تحتاج خبرات عالية (عمليات، عناية مركزة، مناظير، …).
توصيات لتحقيق التوازن وضمان الأداء الكامل
من وجهة نظر تحقيق صحفي، ومع الأخذ في الاعتبار المصلحة العامة لسكان العاشر من رمضان، يمكن اقتراح عدة توصيات:
1-ضغط مجتمعي وإعلامي
-
- من المهم أن يُسلّط الضوء الإعلامي (مثل جريدة الدليل نيوز) على قضية نقص الأطباء، لإبرازها أمام الجهات المسؤولة (جامعة الزقازيق، وزارة التعليم العالي، وزارة الصحة).
- عقد لقاءات مفتوحة مع الأهالي في العاشر من رمضان لسمع تجاربهم وشكاويهم من المستشفى، ونقلها إلى إدارة المستشفى.
2-مراجعة خطة التشغيل والتوظيف
-
- مطالبة إدارة مستشفيات الجامعة بإعلان خطة واضحة لتوظيف أطباء جدد، خاصة في التخصصات الناقصة.
- التعاون مع كلية الطب بجامعة الزقازيق لتسريع تدريب الأطباء المقيمين وزيادة عددهم في المستشفى.
3-تفعيل التعاقدات مع شركات طبية
-
- متابعة تعهد مدير المستشفيات بإعادة تنظيم الجداول والتعاقد مع شركات طبية لتغطية بعض التخصصات، والتأكد من أن هذه التعاقدات تشمل التزامًا بجودة الخدمة وساعات العمل
- التأكد من أن هذه التعاقدات لا تكون فقط لتجهيز خارجي، بل لتعزيز الكادر الدائم أيضًا.
4-شفافية وإبلاغ دوري
-
- اقتراح أن تنشر إدارة المستشفى تقريرًا نصف سنويًا أو سنويًا عن عدد الأطباء في كل تخصص، عدد المرضى، أوقات الانتظار، لتكون هناك شفافية أمام الجمهور.
- تنظيم حملات توعية لسكان العاشر من رمضان حول كيفية تقديم شكوى أو اقتراح من داخل المستشفى (مثل مكتب شكاوى، استمارات تقييم الخدمة).
مستشفى العاشر من رمضان الجامعي هو بناء طبي ضخم ومهم جدًا لسكان المدينة، وإنشاؤه يعبّر عن استثمار حقيقي في البنية الصحية. لكنه، حتى الآن، يواجه تحديًا حقيقيًا في الموارد البشرية. إذا لم تُعالَج هذه المشكلة بجدية، فإن المخاطر هي أن يظل الصرح “جميلًا من الخارج، ناقصًا من الداخل”.




