“أولادنا راحوا في غمضة عين”.. القصة الكاملة للحكم في قضية حادث فتيات العنب وردود فعل الأهالي

في جلسة تاريخية طال انتظارها، أسدلت محكمة وادي النطرون، السبت، الستار على قضية “حادث فتيات العنب” التي هزت الرأي العام، حيث أصدرت حكمها الرادع بالسجن 15 عامًا على السائق المتسبب في المأساة، و5 سنوات لمالك الشاحنة، في خطوة قضائية أعادت بعض الطمأنينة إلى قلوب أهالي 19 فتاة وسائق ميكروباص فقدوا حياتهم في “غمضة عين”.
تفاصيل الصدمة.. قيادة تحت تأثير المخدرات وسير عكس الاتجاه
كشفت تحقيقات النيابة العامة، التي استندت إليها المحكمة في حكمها، عن تفاصيل مروعة زادت من حجم الغضب الشعبي. فقد ثبت أن سائق الشاحنة كان يقود تحت تأثير جوهري الحشيش والميثامفيتامين، وبدون رخصة تخوله قيادة مركبات النقل الثقيل. لم يكتف بذلك، بل تجاوز الحاجز الفاصل على الطريق الإقليمي بمركز أشمون وسار عكس الاتجاه، ليصطدم مباشرة بالميكروباص الذي كان يقل الفتيات، اللاتي كن يعملن في مزارع العنب لتأمين نفقات دراستهن.
«أولادنا راحوا في غمضة عين».. دموع وارتياح أمام المحكمة
أمام المحكمة، امتزجت دموع الحزن بمشاعر الارتياح النسبي لدى أهالي الضحايا. عبارة أحد الآباء المكلومين “أولادنا راحوا في غمضة عين”، لخصت حجم الفاجعة التي لن يمحوها حكم قضائي. ورغم تأكيدهم أن أي عقوبة لن تعوض خسارتهم الفادحة، عبر الأهالي عن شعورهم بأن صوتهم قد وصل أخيرًا لمنصة العدالة، خاصة بعد ثبوت تهمة “التمكين الجنائي” لمالك السيارة الذي سمح بقيادتها رغم علمه بالمخالفات.
حادث فتيات العنب.. ما بعد الحكم
لم يكن “حادث فتيات العنب” مجرد حادث مروري، بل كان مأساة وطنية حركت البرلمان الذي طالب بتشكيل لجان تقصي حقائق، ودفعت الحكومة للاعتراف بمسؤوليتها على لسان وزير الشؤون النيابية. ومع صرف التعويضات والدعم النفسي من وزارة التضامن والهلال الأحمر، يمثل الحكم القضائي الرادع خطوة هامة نحو تحقيق العدالة، لكن الدرس الأكبر يبقى في ضرورة مراجعة منظومة السلامة على الطرق لمنع تكرار هذه المآسي.
الدليــــل نيوز علشان البلد والناس
موقع وجريدة الدليل نيوز — ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
© جميع الحقوق محفوظة – جريدة الدليل نيوز



